Tuesday, June 27, 2023

معركة الكفر

 


الرواية الآتية عن الجنرال الفرنسي Andréa (وكذلك الخريطة الملحقة التي عَلَّمتُ عليها مواقع السويداء والكفر وصلخد). هناك اختلاف طفيف في التواريخ مقارنةً مع ما ورد في كتاب "سوريّا والانتداب الفرنسي" لمؤلّفه فيليپ خوري


أتى سلطان الأطرش وأنصاره صلخد عاصمة الجنوب حيث أحرقوا الملفّات الإداريّة وهدّدوا أصدقائنا الذين أرسلوا مبعوثاً على جناح السرعة إلى السويداء لشرح الوضع وطلب الحماية.  


كُلِّفَت مفرزةٌ مكوّنة من مائة من الجنود السورييّن وبعض الفرسان التونسييّن بقيادة الكاپتن Normand بإعادة السلام والطمأنينة للمنطقة المهدّدة. غادرت هذه الثلّة الصغيرة السويداء في فجر  الخامس والعشرين من تمّوز يوليو عام ١٩٢٥ ووصلت مع الظهيرة إلى قرية الكفر حيث عسكرت على بعد بضعة مئات من الأمتار من بيوتها.     


علم سلطان الأطرش بحركة المفرزة الفرنسيّة وجمع حوالي الألف من الفرسان. وصلت العصابة إلى نبع العين على بعد ثمانية كيلومترات إلى الجنوب من معسكر جنودنا وكان ذلك صبيحة الخامس والعشرين من تموّز. توقّف المتمرّدون هنيهةً للتشاور وقرّروا بعد أخذ وردّ مهاجمة المخيّم الفرنسي. 


كان زعيم القرية صديقاً لنا وقام بعد أن اطّلع على نوايا سلطان بإخطار الكاپتن نورمان ونصحه بالعودة إلى السويداء بيد أنّ ردّ هذا الأخير تلخّص بأنّ مهمّته تتطلّب الذهاب إلى صلخد وأنّه سيؤدّيها مهما كان الثمن. 


وصل المتمرّدون بعد الظهر إلى مرأى من المخيّم الفرنسي وباشروا بإطلاق النار. حارب السوريّون والتونسيّون ببسالة بينما شرع الكاپتن نورمان وضبّاطه وصفّ ضبّاطه باستعمال بنادقهم ورشّاشاتهم وشجّعوا الجنود على القتال في نضالٍ بطولي. كانت المعركة غير متكافئة أكثر ممّا ينبغي - مائة ضدّ ألف - وسُحِق أنصارنا تحت وطأة العدد فسقطوا الواحد تلو الآخر وعندما لم يبق منهم إلّا النزر اليسير انقضّ عليهم العصاة وذبحوهم دون رحمة وأجهزوا على الجرحى بسيوفهم وخناجرهم. 


هكذا كانت بداية الانتفاضة التي استغرق إخمادها أكثر من عام. 


يتبع.








Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937. 

No comments:

Post a Comment