رأينا غياب ذكر القدّيس جاورجيوس أو جورج البّواب في أسفار كتاب العهد الجديد، أو على أقلّ تقدير القانونيّة منها. هذا لاينفي أنّ المقام قديم ولا شكّ أنّ مظهره تغير عبر العهود. إثبات أو نفي أنّه يعود للقرن الأوّل للميلاد - تحديداً عندما غادر القدّيس بولس دمشق - أمرٌ مستحيل ولكن من المؤكّد أنّ هيكَلَه كما يبدو في كافّة الصور المتوافرة أحدث من ذلك بكثير. يمكن أيضاً أن نجزم أنّه جدّد أكثر من مرّة بمقارنة أقدم لوحة معروفة له (١٦٨٩) مع بواكير صوره الفوتوغرافيّة (أوّلها لقطة Sauvaire عام ١٨٦١). من الواضح أنّ الهيكل فوق الضريح اعتباراً من النصف الثاني للقرن التاسع عشر خشبي أمّا عن الظاهر في لوحة القرن السابع عشر - على افتراض أمانة الرسم - فقد يكون حجريّاً وإن كان على الأرجح من اللبن وبالتالي فهو لا يمتّ للقرن الأوّل يصلة. اللوحة من تنفيذ الهولندي Luyken والفرنسي Angot.
باختصار لا أعرف متى بدأ تداول رواية القدّيس جاورجيوس البّواب وعلها غارقةٌ في القِدَم ولكنّي لم أنجح في العثور على وثيقةٍ - كتابيّةً كانت أم بصريّة - ذكرتها قبل القرن السابع عشر.
أنقل أدناه ما أورده دليل Baedeker في هذا الصدد (طبعة ١٨٩٤):
بُنيَ باب كيسان بمبادرةٍ من شخصٍ يحمل نفس الإسم في عهد معاوية على موقعِ بابٍ قديم. يقع ضريح القدّيس جورج، موضع إجلال جميع المسيحييّن، على بعد خمسين خطوة من هذا الباب ويُقال أنّه ساعد القدّيس بولس على الفرار من دمشق ولا يزال الناس إلى اليوم يشيرون إلى النافذة (فوق السور التركي!) التي أرخيت منها السلّة وعلى متنها الرسول تحت جنح الظلام (أعمال الرسل الإصحاح التاسع الآية الخامسة والعشرون). روي - في العصور الوسطى - أنّ تحوّل القدّيس بولس جرى في قرية كوكب على مسافة ستّة أميال إلى الجنوب والغرب من دمشق بيد أنّ المكان المفترض تغيّر إلى جوار المقبرة المسيحيّة الواقعة على بعد نصف الميل إلى جنوب وشرق باب كيسان. تعود هذه الرواية الجديدة إلى القرن الثامن عشر ومن المعروف أنّ المؤرّخ الإنجليزي البارز Buckle مدفون في هذه المقبرة.
يتبع.
No comments:
Post a Comment