Thursday, October 5, 2023

الخاتمة

الفيلق السوري

 

ساد وضعٌ لا يعقل في جبل الدروز على مدى ثمانيةِ أشهر أكرَهَنا على تنفيذ العديد من العمليّات الصغيرة التي لم تخل من سفك الدماء بين الحين الآخر. 


للقارىء أن يحكم بنفسِهِ:


- تشرين أوّل أكتوبر عام ١٩٢٦: نجح رتلٌ خلال عمليّاتِهِ في المقرن الشرقي، على تخوم منطقة الصفا البركانيّة، بإكراه المتمرّدين المختبئين في مغارة، على الخروج منها باستعمال الدخان ولكنّه فشل في منعهم من الفرار تحت ستار الليل. 

- تشرين ثاني نوڤمبر: طارَدَ رتلان العصابات التي لاذت باللجاة وفشلا في تطويق المتمرّدين بعد اشتباكٍ دامَ طوال اليوم. انسحب العدوّ ليلاً آخَذاً معه قتْلاه وجرحاه. سقط من جانبنا من القتلى واحدٌ وثلاثون بينهم ضابط ومن الجرحى ثمانية عشر بينهم إثنان من الضبّاط. 

- كانون أوّل ديسمبر: حلّت عصابةٌ يقودُها أحدُ إخوة سلطان على قرية عنز. أرسلنا سريّتان escadrons من الأنصار المدعومين برتل خفيف من صلخد بمجرّد أن وصلنا الخبر. اشتبَكَ جنودُنا مع العصابة ودامت المعركة حتّى المساء ولكن العصاة استطاعوا - رغم الطوق الذي أقمناه حول القرية - الفرار خلال الليل عن طريق وادٍ شديد الانحدار على حدود البيوت. 

- كانون ثاني يناير ١٩٢٧: تمّت معاينة عصابة في تلّ اللوز على بعد إثني عشر كيلومتراً من صلخد. تحرّكت مجموعةٌ قَوَامُها سريّتان من الفرسان الشمال إفريقييّن وسريّتان من الأنصار لتحاصر المتمرّدين في القرية. احتدمت المعركة وتكبّد العصاةُ خسائرَ جسيمةً بيد أنّهم نجحوا - على الرغمِ منها - في الهروب أثناء الليل وعَلِمنا غداً أنّهم في سالة. 

- آذار مارس: حاصرت أربع مفارز خفيفة (قوّات مناوشة جزائريّة + فرسان شمال إفريقييّن spahis + دروز من الأنصار + السرايا الشركسيّة الشهيرة تحت قيادة الكاپتن Collet) إقليم اللجاة وتغلغلت فيه لتدفع المتمرّدين باتّجاه الصخور البركانيّة بيد أنّ هؤلاء اختفوا تحت جنح الظلام. 

- حزيران يونيو: نفّذت أربعٌ من سرايا الأنصار الدروز وثلاثٌ من الشركس غارةً في منطقة الصفا البركانيّة باتّجاه al-Houé (؟ الهويّا) التي شوهِدَت فيها إحدى العصابات. كان المتمرّدون في الموقع صباح انطلاق سرايانا ولكنّهم أخلوه قبل وصولنا. 


تغيّر الوضع جذريّاً بين عشيّةٍ وضحاها في حزيران ١٩٢٧عندما أعلنَ البريطانيّون سلطان الأطرش والشهبندر وشركاهم أشخاصاً غير مرغوب في تواجدهم على الأراضي الشرق أردنيّة وأمروهم بمغادرتها. 


لم تُطْلَق رصاصةٌ واحدة في الجبل اعتباراً من هذه اللحظة وتوقّفت أعمال اللصوصيّة وقطع الطرقات مرّةً وإلى الأبد. 


ذهبت مجموعٌ من الضبّاط الفرنسييّن إلى الأزرق بعد بضعة أسابيع لترتيب إعادة العائلات من هذا المخيّم إلى جبل الدروز.


كان من الممكن للتمرّد أن ينتهي قبل عامٍ عشيّة سقوط صلخد في حزيران ١٩٢٦، لو عَقَدَ الإنجليز عزْمَهُم آنذاك على فعلِ ما فعلوه اليوم.   


كم من الدمار الذي لا ضرورةَ له كان من الممكن تجنّبه وكم من حيواتٍ بشريّةٍ أُزْهِقَت كان بالإمكان توفيرها!










Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937.

No comments:

Post a Comment