اقتبست المخطّط والوصف التالي مع الكثير من الاختزال عن الجغرافي الفرنسي Thoumin وهو يعكس حالة المعبد الجاثم على جبل مار تقلا في منين عام ١٩٢٩ عندما أجرى العالم المذكور الدراسة الأولى له على حدّ علمي. الصورة الملّونة (٢٠٢٠) عن الوكالة العربيّة السوريّة للأنباء.
يصادف الزائر على الدرب الصاعد من منين نحو قمّة جبل مار تقلا حجارة كبيرة مصدرها سور محيط بالمعبد ما تزال بعض مكوّناته قائمةً. يمكن تقصّي آثار هذا السور (الخطّ المتقطّع على المصوّر) على الضلعين الجنوبي - الشرقي والجنوبي - الغربي أمّا سائر الجهات فتحلّ الصخور المرتفعة فيها محلّ الجدار.
يواجه الدرج الرئيس C الجنوب والشرق وتقسمه بسطة palier عرضها ثلاثة أمتار وعشر المتر إلى قسمين يؤدّي القسم العلوي منهما (١٣ درجة) إلى ممشى D يساوي عرضه عرض الدرجات ويبلغ طوله ٢٣ متراً. هناك درج F على الطرف الجنوبي الغربي لهذا الممشى يقودنا في صعود قليل الانحدار إلى القسم المرتفع من الأطلال. يفصل سطح terrasse ممهّد إلى حدّ ما بين الممشى D والقسم الداخلي المغطّى من المعبد - الكنيسة ونرى في النهاية الشماليّة الشرقيّة لهذا السطح قاعتين A و B.
تقع القاعة A على نفس مستوى السطح وهي محفورة بالكامل داخل الصخر وذات مسقط مستطيل أبعاده قرابة ستّة أمتار طولاً وخمسة أمتار عرضاً أمّا الارتفاع فيتراوح بين خمسة إلى ستّة أمتار. يتوسّط باب المدخل وجه المستطيل الجنوبي الشرقي (أحد الضلعين الصغيرين) ويبلغ عرضه قرابة ثلاثاً من الأمتار. يذكّرنا هذا الباب المنحوت بالصخر بنماذج العصر الإمبراطوري المتأخّر Bas-Empire. اعتنى المعماريّون بزخرفة هذا الباب وإن لم يتميّز من الناحية الفنيّة. لربّما كانت هذه القاعة مخصّصة للشعائر الدينيّة التي تجرى بعيداً عن أنظار الربّ.
تقع القاعة B إلى جانب القاعة السابقة وإلى جنوبها على مستوىً أعلى بمترين إلى ثلاثة أمتار (الصورة الملحقة) . يتعذّر تحديد فرق الارتفاع بدقّة أكبر نظراً لتراكم الأنقاض. يمكن الوصول إلى القاعة B عن طريق درج عرضه ثلاث وسبعون من أعشار المتر.
القاعة B أيضاً مستطيلة الشكل يقارب طولها ثمانية أمتار وعرضها ستّة أمتار وهي - شأنها كشأن سابقتها - محفورة في الصخر بيد أنّها غير مسقوفة وإن وجدنا من القرائن المعماريّة ما يدلّ أنّ الوضع كان مختلفاً في الماضي. نميّز قسمين في هذه القاعة يقع الثاني منهما على مسافة تقارب الخمسة أمتار من المدخل ويرتفع بمقدار نصف المتر عن المستوى الأوّل. على الأغلب كان فرق الارتفاع أكبر في الوضع الأصلي للبناء. القاعة B هي الرئيسة وتوزيعها - إلى حجرة أماميّة منخفضة وخلفيّة مرتفعة حيث يوضع تمثال أو صورة الإله - مشابه لما نراه في المعابد الشرقيّة القديمة.
هناك احتمال آخر مفاده أنّ القاعة B خصّصت للإله (بعل) بينما اتّخذت القاعة A مقرّاً لشريكته (بعلة أو بعلات).
تتواجد كهوف مستطيلة على جوانب الكتلة الصخريّة الحاضنة للقاعتين المذكورتين. على الأغلب كانت هذه الكهوف قبوراً. يحتلّ تجويف أكبر بكثير القسم العلوي من الصخور. تؤدّي فتحة دائريّة إلى هذا التجويف الذي لا بدّ أنّه كان خزّاناً للمياه.
مار تقلا معلولا بين المسيحييّن والمسلمين
No comments:
Post a Comment