لم يشر أحد حتّى عام ١٩٢٩ إلى أطلال جبل مار تقلا المهيمن على بلدة منين أو هكذا على الأقلّ كتب الجغرافي الفرنسي Thoumin آنذاك مضيفاً أنّ وصفها يساعد على تفهّم الانطباع العميق الذي تحدثه في قلوب الأهالي ومحاولتهم الاستفادة قدر الإمكان من الجنّ والأرواح التي تقطنها.
أبدى المستشرق قلقه على مستقبل الموقع وذكر أنّ أحد رجال الأعمال الغرباء عن القرية باشر مؤخّراً بتقطيع حجارة مار تقلا لاستخدامها في أبنية حديثة ممّا يهدّد باندثار مكوّنات الحرم من الأدراج والقاعات على المدى البعيد وحتّى لو عارض أهل منين هدم الآبدة بالكامل فمجرّد الاستحواذ على الصخور المحيطة سيلحق أبلغ الضرر بها من النواحي الجماليّة. لحسن الحظّ ورغم تضافر كوارث الحروب مع إهمال وجهل الإنسان لم تتحقّق أسوأ مخاوف Thoumin إلى اليوم ولا يزال جبل مار تقلا موجوداً ومتوّجاً بآثار النعم.
يساعد التعرّف على هذه الأنقاض في تفسير ما كتبه (عام ١٥٠٣) الرحّالة الإيطالي Ludovico di Varthema عن منين: "اكتشفت مدينة تدعى منين على قمّة جبل على بعد ستّة عشر ميلاً من دمشق .... فيها كنيستان في منتهى الجمال".
لا تقع منين على قمّة الجبل بطبيعة الحال ومن الواضح أنّ الإشارة هنا إلى أطلال مار تقلا.
للحديث بقيّة.
مار تقلا معلولا بين المسيحييّن والمسلمين
No comments:
Post a Comment