Sunday, February 20, 2022

حلبون

 


الطبوغرافيا التاريخيّة


حلّ استطلاع وادي حلبون الخصب من قبل مبشّرين أمريكييّن لغزاً طبوغرافيّاً أثاره الإصحاح السابع والعشرون (الآية الثامنة عشرة) من سفر حزقيال وبرهن أنّ دمشق تاجرت مع صور ليس بخمر حلب كما فسّر البعض كتابات المؤرّخين الكلاسيكييّن (ادّعى سترابو مثلاً أنّ شراب ملوك فارس اقتصر على أنبذة حلبون) والنصوص الآشوريّة وإنّما بخمر حلبون. نشر السيّد Harald Ingholt مؤخّراً كتابةً تدمريّةً ذكرت خمور الغرب المعني بها خمور سوريّا وإقليم دمشق التي نقلت إلى تدمر في قربٍ. إذا كان تفسيرنا لنصّ هذه الكتابة صحيحاُ فهو يدلّ على أهميّة النبيذ في العبادات السوريّة ويفسّر الكرمة التي تزيّن مدخل معابد الشام في إطار طقوس هذه العبادات. شكّلت حلبون - كما نوّه Schürer - أحد مكوّنات إمارة Lysanias. يمرّ المسافر من دمشق إلى وادي حلبون عن طريق برزة بمعبر أخبرنا أسامة بن منقذ أنّ المسافة بين الجبلين الشاهقين الوعرين اللذين يحدّانه تكاد لا تبلغ خمسة أذرعة ولا يسمح بمرور الفرسان إلّّا واحدهم خلف الآخر. تحقّق المبشّر الإيرلندي Josias Leslie Porter من صحّة هذا الوصف. 


الأبنية


تندر أينيّة الحجر الجافّ عموماً في القلمون ويغلب استعمال المونة. تبنى الجدران من الأحجار أو اللبن الكبير القطع مع الملاط (mortier أو المونة) وتملأ الفراغات بالأحجار الصغيرة وكسر الأحجار. هذا النوع من البناء منتشر في المناطق الأقلّ تقدّماً وعادة ما تستعمل الأغصان لسقفه. يعتني المعماريّون بتسوية الحوافّ التي لا يتجاوز بروزها عن الجدران ثلاثاً إلى خمسٍ من أعشار المتر. 












Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.


Thoumin, Richard-Lodois (1897-1972) 


Ḥalbūn

No comments:

Post a Comment