نتابع جولة تفقّد أبنية الحجر الكلسي السوريّة. موقع اليوم قرية عسّال الورد في هضبة القلمون الثالثة (أي بين السلسلة الثالثة لجبال القلمون وسلسلة جبال لبنان الشرقيّة) حيث يقتصر استعمال الحجارة الجافّة على التصوينات بينما يستعمل الحجر أو اللبن مع المونة في جدران البيوت المكسوّة بالطين. تتميّز دور البلدة بمداخنها التي تأخذ شكل جرّة تمّ قصّ عنقها وقاعها ومن ثمّ تثبيتها إلى السقف بواسطة الطين. لا غنى عن المداخن على ارتفاع ألف وستّمائة متر عن سطح البحر في برد الشتاء القارس حيث يمكن أن يؤدّي تراكم الثلوج الى منع الأهالي من مغادرة دورهم لفترة ما ويتكرّر هذا تقريباً كل سنة.
بلغ عدد سكّان عسّال الورد قرابة الستمائة في منتصف ثلاثينات القرن الماضي وهم من المسلمين السنّة. القرية فقيرة بالمياه وتعتمد في اقتصادها على قطعانها. تضيق الأزقّة في قلب التجمّع وتتوسّع في محيطه. لكلّ من البيوت باحة كبيرة قد تصل مساحتها إلى ثلاثمائة وأحياناً ستّمائة متر مربّع. تبنى البيوت على مستوى واحد ولا وجود لطابق أو طوابق علويّة. يمكن أن يعادل ارتفاع تصوينة الباحة ارتفاع البيوت نفسها ولكنّه لا يتجاوز المترين ونصف المتر البتّة.
Richard Thoumin. Géographie humaine de la Syrie Centrale. Tours, Arnault et Cie 1936
Richard Lodoïs Thoumin. La maison syrienne dans la plaine hauranaise: le bassin du Baradā et sur les plateaux du Qalamūn. Paris, 1932. Librairie Ernest Leroux.
No comments:
Post a Comment