ارتأى الجغرافي الفرنسي Richard Thoumin أنّ الاعتبارات الأمنيّة دفعت سكّان معلولا إلى الإقامة على قمّة الجبل في العهد الروماني. أدّى تزايد السكّان وضرورة الإقامة قرب الأراضي المسقيّة إلى نزولهم من الذرى إلى جوار منفذ الفجّ الجبلي الرئيس. تعيّن مع ذلك مراعاة الاعتبارات الدفاعيّة وهكذا بنيت البيوت الجديدة على المنحدر المشكّل من الصخور المنهارة ورصّت بعضها إلى جانب البعض الآخر على السفوح الوعرة وأحيطت بسور لا تزال بقاياه مرئيّةً (على الأقلّ عندما نشر Thoumin دراسته عام ١٩٣٦). تزايدت نزعة الهبوط من الأعلى عبر السنوات وبنيت كنيسة بيزنطيّة استندت على السور في مكان ليس بالبعيد عن منفذ الخانق. اكتشفت في هذه الكنيسة فسيفساء وكان ذلك قي حزيران ١٩٢٩.
تزايد عدد السكّان منذ ذلك العصر واليوم يقتصر استعمال المنازل تحت الأرض في الهضبة على خزن السمّاق بيد أنّ معلولا حافظت على خصائص القرية البيزنطيّة التي بنيت على سفح العرف الجبلي ولا تزال هيئتها نصف دائريّة أشبه ما تكون بمسرح روماني وتعطي انطباعاً أنّها لا تتوسّع إلّا على مضض. لا ريب أنّ هذا التردّد عائد إلى الرغبة في تجنّب البناء على الأراضي الزراعيّة ولكن لا يوجد ما يمنع من مدّ "المسرح" من أطرافه إذا التزم الأهالي بالبناء فوق التفرّعات العليا لمجاري المياه وهناك بالفعل بيوت شيّدت منذ عشرة سنوات (أي في منتصف عشرينات القرن الماضي) على هذا الأساس. تبقى هذه الدور الحديثة في عهد الانتداب الفرنسي استثناءات.
للحديث بقيّة.
ريف دمشق في عهد الانتداب الفرنسي: معلولا
No comments:
Post a Comment