Saturday, July 17, 2021

الفنّ الشامي في مطلع القرن العشرين بين الأصيل والمستورد


تغلغلت التأثيرات الأوروپيّة في فنّ وعمارة الشرق الأدنى باضطّراد في نهاية العهد العثماني ولم توفّر حتّى شواهد القبور كما في هذه الصورة عن Sauvaget. النصّ الآتي تعريب لمختارات ممّا كتبه المستشرق الشهير في هذا الصدد:


تبنّت دمشق بالجملة أساليب البناء والزخرفة الأجنبيّة كما فعلت في العصور السابقة ونرى ذلك في ألواح القاشاني المكسوّة بالمينا التي اختيرت لتجميل مختلف الأوابد. صنعت هذه الألواح محليّاً ولكنّها نقلت على الأرجح عن نماذج تمّ استيرادها مع عناصرها الزخرفيّة (طبيعيّة كانت أم مصطنعة) من الأناضول. مع ذلك حوفظ على بعض طرائق الزخرفة المستعملة في العصر المملوكي كالتنضيد الأبلقي والترصيع بالجصّ الملوّن والفسيفساء الرخاميّة والتلوين على الخشب خصوصاً في العمائر الخاصّة التي كانت أقلّ تأثّراً بنفوذ الحكّام من الأوابد الدينيّة. 


مع مرور الزمن ترجم ذويان القوّة السياسيّة للإمبراطوريّة العثمانيّة إلى انحطاط مدرستها المعماريّة التي كانت أحد أروع المدارس التي عرفها العالم الإسلامي. هناك أمثلة نادرة من القرن الثامن عشر على أعمال حسنة ومثيرة للاهتمام أنجزت بالدرجة الأولى بمبادرة من بعض الباشوات ولكنّنا لا نجد بعد تلك الفترة أي أثر تركي ينمّ عن الذوق الشحصي إذ تظهر كافّة المؤشّرات انحطاطاً شاملاً ونهائيّاً. كرّس القرن التاسع عشر هيمنة المؤثّرات الغربيّة وأجهز على المهارات التقليديّة مرّة وإلى الأبد مع انتصار طراز الروكوكو الذي استورده المرخّمون الطليان إلى القسطنطينيّة وصعود نجم العمائر "التقليديّة" التي تراكمت فيها الأنماط ومنها استعمال الأعمدة الإيونيّة الفرنسيّة للزخرفة. تمخّضت هذه العوامل عن نتاج عاديّ ومبتذل من كافّة الأوجه. 






Jean Sauvaget. L'architecture musulmane en Syrie. Revue des arts asiatiques 1934


L'art damascène début vingtième siècle: entre le traditionnel et l'importé

No comments:

Post a Comment