Saturday, July 10, 2021

جامع الحنابلة: الصحن

 


تعود الصورة الملحقة بالأبيض والأسود عن Herzfeld إلى مطلع القرن العشرين أمّا الملوّنة مع الوصف فاقتباس عن Allen (رابط الدراسة أدناه) الذي زار الجامع مرّتين بفاصل ١٤ سنة كما يتبيّن من الأسطر التالية. 


تحيط بالصحن قناطر معقودة من ثلاث جهات. هذه القناطر - باستثناء تيجان أعمدتها - لا تقلّ في بساطتها وتقشّفها عن جدران الجامع الخارجيّة. الصحن رغم ذلك من أكثر باحات دمشق المركزيّة بهجةً ويتميّز بتناسب عقوده مع الفضاء الذي يتوسّطها بحيث يكاد لا يرى الناظر أنّى تواجد داخله إلّا السماء وبالكاد يسمع صوتاً من الطريق المجاور. 


الصحن إذاً هادئ يبعث على الطمأنينة ويعزّز هذا الشعور ثلاثة عناصر لاحظها Allen عندما زاره عام ١٩٨٨ ثمّ عام ٢٠٠٢:


أوّلاً: نقاء هواء الصالحيّة. المرء داخل الصحن بشعر أنّه بمعزل عن المدينة.

ثانياً: دمشق مدينة تعاني من الوحل والغبار وإن كان غبارها أقلّ من القاهرة وطينها أقلّ من حمص (حلب أقلّ من دمشق بكثير غباراً ووحلاً). بالمقابل صحن الجامع نظيف. 

ثالثاً: يتعيّن للوصول إلى الجامع من أي نقطة في الصالحيّة أن يتسلّق القاصد المنحدر أو يهبط عليه ومن هنا شعور بالانفراج لدى دخوله إلى الصحن الفسيح والمستوي.






يحتلّ حوض صغير وبسيط مركز الصحن وتتوزّع في أنحائه بعض أصص النباتات المطليّة بألوان فاقعة لا تنسجم مع محيطها ويشفع لها - لدى Allen - تقشّفها الذي يذكّر بابن عمر وبني قدامة.




عبد القادر النعيمي. الدارس في تاريخ المدارس


الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


No comments:

Post a Comment