دعيت الأديبة الفرنسيّة السيّدة Myriam Harry مع القنصل الفرنسي وعدد من الضبّاط الفرنسييّن إلى مأدبة عشاء في بيت عبد الرحمن باشا اليوسف. التاريخ غير معروف بدقّة ولكنّه قطعاً بعد لقاء غورو مع فيصل في غابة الصنوبر في 14 كانون الثاني عام ١٩٢٠ وقبل مصرع اليوسف في ٢١ آب من نفس العام وإذا أردنا مزيداً من الدقّة فمن شبه المؤكّد أنّه كان قبل وقعة ميسلون في الرابع والعشرين من تمّوز.
حتّى الآن كان اعتماد السيّدة Harry بالدرجة الأولى على توفيق طارق والموفد الصهيوني كمصدر لمعلوماتها عن دمشق أمّا اليوم فالدليل هو القنصل الفرنسي ومع الأسف لم تزوّدنا باسمه.
كان عبد الرحمن باشا أحد أغنى أغنياء دمشق في مطلع القرن العشرين. أفاد القنصل السيّدة Harry أنّ العائلة كرديّة الأصل وأنّ جدّ الباشا كان عصاميّاً بنى نفسه في عهد إبراهيم باشا من راعٍ إلى مزارع إلى تاجر خيول إلى مرافق لقوافل التجّار وبالنتيجة شكّل جيشاً حقيقيّاً لحماية دمشق من تجاوزات البدو إلى أن أنعم عليه السلطان بالباشويّة وعيّنه أميراً للحجّ. نجح يوسف باشا عن طريق هذا المنصب الأخير في جمع ثروة كبيرة إذا كان له ملء الحقّ في الاستحواذ على مال أي حاجّ وافته المنيّة في طريقه من وإلى مكّة (الكلام دوماً نقلاً عن القنصل الفرنسي).
ورث الابن أباه وأتى بعد هذا الأخير دور عبد الرحمن باشا قيد الحديث الذي أقطعه السلطان أغنى الأراضي حول بحيرة طبريّا اشتراها الصهاينة لاحقاً بثمن لا يعلمه إلّا الله! ولا يزال لديه إقطاعات شاسعة في حمص وحلب والأناضول ويقال أنّه "يأكل" حسب التعبير العربي رطلين (خمسة كيلوغرامات) من الذهب يوميّاً ويطعم ألفاً ونيّف من الأفواه.
عبد الرحمن باشا اليوسف فرنسيّ الهوى اشتبه جمال باشا بولائه فجرّده من مهامّه السياسيّة فالتفت إلى تشجيع الآداب والفنون وأصبح راعياً للمجمع العلمي الذي أسّسه مؤرّخ سوريّا الكبير محمّد كرد علي على نموذج الأكاديميّة الفرنسيّة.
لا تزال فرائص البدو ترتعد من ذكرى سطوة عبد الرحمن باشا ممّا ردعهم عن نهب دمشق خلال رحلة الأمير فيصل في أوروبا أمّا في بيته وبين أسرته فهو مرهوب الجانب إلى درجة أنّ أولاده يخاطبونه دائماً "سيّدنا الباشا".. سترين هذا المساء في بيته فنّان دمشق التشكيلي الأوّل والوجيد توفيق طارق بك التركيّ الأصل..., آه! أنت تعرفينه سابقاً؟ وستقابلين رجلاً جذّاباً وساحراً في شخص الأمير الدرزي أمين أرسلان الذي قاتل أجداده الصليبييّن والذي نشأ بشكل أو بآخر في الحيّ اللاتيني في باريس...
للحديث بقيّة.
الصورة عن الصديق الغالي الأستاذ عمرو الملّاح.
عبد الرحمن الشهنبدر والتكيّة السليمانيّة ومستقبل المملكة السوريّة
Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948.
T.E. Lawrence. Seven Pillars of Wisdom
ʿAbd-ar-Raḥmān aš-Šahbandar, al-Tekīyya al-Sulaymānīyyā et l'avenir de la Syrie chérifienne
Suq al-Ḥamīdīyyā: Histoire Officieuse
La Mosquée des Umayyādes ne parvient pas à impressionner Madame Harry
Où est passé al-Muṣḥaf al-ʿUthmānī?!
No comments:
Post a Comment