أو المدرسة الجقمقيّة. هناك أكثر من دراسة على هذه الخانقاه بداية من مقال بطول ثلاثين صفحة للدكتور عبد القادر ريحاوي في عدد الحوليّات الأثريّة السوريّة الصادر عام ١٩٦٠ علّه الأوّل بالعربيّة نوعاً وتفصيلاً. اختار ريحاوي هذه المدرسة كنموذج للفنّ المملوكي في دمشق وأفرد لها عشرة صفحات في كتاب العمارة العربيّة الإسلاميّة اختزل بها المعلومات التي نشرها في عدد الحوليّات المذكور. رمّمت هذه المدرسة اعتباراً من أواخر خمسينات القرن الماضي تحت إشراف الخبير الأستاذ زكي أمير (الروابط الملحقة) وهي اليوم متحف للخطّ العربي.
تعود الجقمقيّة إلى مطلع القرن الخامس عشر للميلاد وتنسب إلى الأمير سيف الدين جقمق دوادار السلطان المملوكي المؤيّد شيخ أمّا عن المكان الذي قامت عليه فقد احتلّته تربة المعلّم سنجر الهلالي التي تحوّلت إلى ميتم ثمّ خانقاه قبل أن نحترق في فتنة تيمورلنك عام ١٤٠١. تعرّضت إلى تاريخ المدرسة في القرن العشرين قبل الترميم في مكان آخر ولن أكرّر المعلومات هنا لتجنّب الإطالة.
تبدي الخريطة الملحقة عن Herzfeld موقع المدرسة شمال الجامع الأموي ويحدّها من الشرق الخانقاه السميساطيّة ومن الغرب تربة صلاح الدين.
مخطّط المدرسة مقتبس عن مقال قيّم للأستاذ غزوان ياغي في موسوعة الآثار في سورية (الرابط) فيه عدد من الصور الحديثة الملوّنة. المخطّط كما أوردته الموسوعة معكوس قمت بتصحيحه مستعيناً بالأصل (عن ريحاوي) + خارطة Herzfeld ومنه الحاجة إلى استعمال مرآة لقراءة الكلمات.
المدرسة - الخانقاه أقرب إلى المربّع (١٨ x ١٦ متر = ٢٨٨ متر مربّع) يقع مدخلها في الطرف الشرقي للواجهة الشماليّة (وليس الغربي كما تقول موسوعة الآثار) ويتألّف من بوّابة تؤدّي إلى دركاه (دهليز) ومنه إلى الإيوان الشرقي أمّا التربة فعلى الطرف الغربي لهذه الواجهة وفيها ضريحان رجّح ريحاوي كونهما مستحدثين أضف إلى ذلك أنّهما رمّما على هيئة قبور معاصرة مع الأسف . الصحن صغير (٦٦٥ x ٧١٥ عشير المتر = ٤٨ متر مربّع على وجه التقريب) ذو سقف خشبيّ مستوٍ. اعتبر ريحاوي هاتي الخاصّتين (ضيق الحيّز المخصّص للصحن وتغطيته بسقف عوضاً عن الباحة الكبيرة السماويّة التقليديّة) من سمات الفنّ المملوكي. يحدّ الصحن من جهة الشمال إيوان يقع بين المدخل والتربة.
يوازي ويحاذي حرم الصلاة الجدار القبلي بالطبع ويشكّل مع إيوانين يحدّان الصحن المركزي من الشرق والغرب ما شبّهه ريحاوي بحرف الباء. يرتفع الحرم مع الإيوانين المذكورين بمقدار ثلاثة أرباع المتر عن أرض الصحن ويمكن أن يستعمل للصلاة وإلقاء الدروس. يتوسّط المحراب الجميل الجدار القبلي أدرج صورته عن مروان مسلماني وهي تغني عن الوصف المطوّل.
للحديث بقيّة.
عبد القادر ريحاوي. الحوليّات الأثريّة السوريّة المجلّد العاشر ١٩٦٠.
عبد القادر ريحاوي. العمارة العربيّة الإسلاميّة الطبعة الثانية دار البشائر ١٩٩٩.
غزوان ياغي. موسوعة الآثار في سورية.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
مروان مسلماني. دمشق المدينة القديمة في صور
المدرسة الجقمقيّة كنموذج للفنّ المملوكي
No comments:
Post a Comment