Thursday, July 22, 2021

توفيق بك طارق

 


سارعت الأديبة الفرنسيّة Myriam Harry بعبور الجسر على نهر بردى تحت "أقواس نصر" من النباتات الخضراء النضرة والثمار لتصل من فندقها (لا بدّ وأنّه فندق فيكتوريا الكبير) إلى ساحة السرايا على الضفّة المقابلة حيث التقت بتوفيق بك طارق "صديق قديم وفنّان دمشق التشكيلي الأوّل والفريد". كان توفيق بك مضمّخاً بالعطور "لغة الفرح السريّة" على حدّ تعبير المؤلّفة. 


المناسبة قيد الحديث خطاب فيصل ابن الحسين الذي بعث الحبور في الجماهير الغفيرة عندما أطلّ عليهم "من الشبّيك" كما ردّد المتملّقون في دمشق عبر الأجيال لزعيم بعد زعيم. لم تذكر Harry فحوى الخطاب ولكنّها وصفت بالتفصيل الحشود والهتّاف المحمول على أكتاف أحد العمالقة الأشدّاء مبشّراً بمجيء فيصل الشريف "ملك العرب الذي هزم ألمانيا وتركيّا" من أوروبّا وباريس (*).


اعتمدت المؤلّفة في تفسير ما جرى حولها على شروحات وتعليقات توفيق طارق (**) الذي كان بمثابة دليلها في دمشق في أكثر من مناسبة. رافق الفنّان الأديبة الفرنسيّة بعد نهاية الخطاب وتفرّق الجمع إلى ساحة المرجة حيث ينتصب عمود التلغراف الذي صنعته مصاهر شركة Krupp الألمانيّة بناءً على طلب السلطان عبد الحميد الثاني. لم تحدث الساحة الانطباع المأمول في السيّدة Harry التي اعتبرت حداثتها قبيحةً d'un affreux modernisme. ذكرت فيما ذكرت عمر بك الجزائري ابن الأمير عبد القادر الذي أعدم بأمر جمال باشا في هذه الساحة.  


للحديث بقيّة. 


(*) الخطاب وما رافقه جرى على الأغلب بعد اتّفاقيّة فيصل -كليمنصو Clemenceau في السادس من كانون ثاني عام ١٩٢٠ التي يعترف فيها الفرنسيّون بفيصل ملكاً تحت وصايتهم. لم يجرؤ فيصل على إعلان الاتّفاق على الجماهير ولم ينجح في إقناع المؤتمر الوطني به وفي كلّ الأحوال سقطت حكومة كليمنصو في العشرين من كانون ثاني أي بعد أسبوعين من توقيع الاتّفاق الذي بقي حبراً على ورق.   



(**) كثير من المعلومات التي أعطاها توفيق طارق للكاتبة تنقصها الدقّة إن لم تكن مغلوطةً من أساسها كما سنرى. 





مريام هاري في دمشق


جنّة الإسلام


غورو يستقبل فيصل  






Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948. 


Myriam Harry


T.E. Lawrence. Seven Pillars of Wisdom


Rencontre Fayçal - Gouraud


Toufik Tarik Bey

No comments:

Post a Comment