الحنابلة في حيّ الصالحيّة ثاني جوامع دمشق بعد الأموي من الناحية الزمنيّة ويشكّل نموذجاً مصغّراً ومتقشّفاً لهذا الأخير كما نرى في المخطّط الملحق عن المستشرقين الألمانييّن Wulzinger & Watzinger.
هناك ثلاثة مداخل مؤدّية للصحن أحدها (الشمالي الملاصق للمئذنة من الغرب) مسدود والآخران شرقي وغربي لصيق حرم الصلاة من الشمال.
المدخل الشرقي |
تنشز المئذنة عن الخطّ الذي يتوسّط جدار الجامع الشمالي على غرار الوضع في مئذنة العروس في جامع بني أميّة الكبير بيد أنّ نشوزها هنا أكثر وضوحاً بسبب صغر هذا الجامع مقارنة مع النموذج الذي اقتبس عنه. يقع جامع الحنابلة على سفح قاسيون ويتبع منحدراً من الشمال إلى الجنوب وهذا يزيد من علوّ المئذنة نسبةً للصحن وحرم الصلاة نظراً لوقوعها على الضلع الشمالي.
تحفّ الأبنية الجامع فلا يتجلّى إلّا إثنان (الغربي والشرقي) من جدرانه الأربعة. لا يوجد الكثير ممّا يسترعي الانتباه في الخارج - كما هي القاعدة في العديد من الأوابد الشاميّة - ويغطّي الجصّ مساحات كبيرة من الجدران وإن رأينا في بعض المواضع أحجاراً نحيتةً كما هو الحال حول النوافذ وأيضاً في الجدار القبلي.
نافذة في الجدار الغربي |
يعلو النوافذ ساكف مسطّح وعقد عاتق قليل التقعّر (منخفض) مكوّن من حجرين يجتمعان في مركز القوس وتقتصر الزخرفة - إذا جاز التعبير - على هذه المكوّنات.
الصورتان عن Allen.
عبد القادر النعيمي. الدارس في تاريخ المدارس
جامع الحنابلة: الإطار التاريخي
Terry Allen. Ayyubid Architecture
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment