Friday, July 23, 2021

عبد الرحمن الشهبندر والتكيّة السليمانيّة ومستقبل المملكة السوريّة

 


نقلت الأديبة الفرنسيّة Myriam Harry مشهداً مثيراً شاركت به عدداً من سياسيّي سوريّا عام ١٩٢٠ ودارت أحداثه في فندق فيكتوريا الكبير المندثر. 


استمعت المؤلّفة إلى محاضرة طويلة عن سوريّا وماضيها ومستقبلها المأمول ألقاها راهب ماروني من بيروت يدعى الأب اسطفان يتكلّم بكل طلاقة لهجة فرنسيّة لا تشوبها شائبة. تبيّن من حديثه أنّه نصير متحمّس للهاشمييّن وفيصل بن الحسين على عكس الكثيرين من أبناء مذهبه.


حاولت السيّدة Harry عبثاً أن تشرح للخطيب المفوّه أنّها من الجهل السياسي بمكان وأنّ اهتمامها الوحيد يتركّز على سوريّا الجميلة الروائيّة وانتهى بها المطاف إلى أن تصغي رغماً عنها لآماله وأوهامه عن سوريّا وكانت في نفس الوقت تنتظر بفارغ الصبر مجيء صديقها الفنّان توفيق طارق الذي عرض أن يقودها في رحاب دمشق.


استرعت نظرها عبر نافذة الفندق مئذنتان طويلتان تحيط بهما سلسلة من القباب العتيقة والأغصان الفتيّة فصاحت إثر ذلك دون تفكير متسائلةً: ما هذا الشيء الجميل؟


أجابها الأب اسطفان مشدوهاً: جامع قديم دون شكّ.


دخل الدكتور اللبناني لطفي بك توّاً على الخطّ قائلاً بالإنجليزيّة (نسي الفرنسيّة خلال منفاه في مصر حسب الكاتبة): نفايات قديمة! old rubbish.


أتى الآن دور موفد القدس الصهيوني المجهول الاسم (يبدوا من هذه الجلسة ومن غيرها أنّه أعلم السياسييّن والمتسيّسين بتاريخ الشام) الذي لم تفته شاردة من المحادثة رغم انشغاله بقراءة جريدة عبريّة في نفس الوقت الذي أضاف فيه أغصان زيتون إلى الموقد. أجاب المذكور:


- إنّها التكيّة التي بناها المعماري سنان باشا للدراويش بأمر السلطان سليمان. بنى سنان جامع أدرنة الكبير وعدداً كبيراً من الجوامع في اسطمبول.


- سليمان زوج روكسلانا؟ Roxélane (*) تساءلت السيّدة Harry. 


- نعم وصاحب الامتيازات التي منحها للفرنسييّن بعد حلفه مع فرانسوا الأوّل. أجاب الصهيوني.


- سنلغي هذه الامتيازات! تابع لطفي بك بالإنجليزيّة.


- وسنحوّل الجوامع إلى مستشفيات ومدارس - أضاف الدكتور الشهبندر -. لسنا بحاجة إلى الدين وإنّما للصحّة العامّة والعلم. عودي إلى زيارتنا يا سيّدتي عندما تتحقّق المملكة العربيّة!



ختمت الكاتبة هذا المشهد بذكر المملكة العربيّة جنباً إلى جنب مع قصائد طفولتها وأساطير السحر التي سمعتها. 


  


(*) روكسلانا أو خرّم سلطان إحدى أكثر زوجات سليمان القانوني نفوذاً ويروى أنّها أوعزت إليه بخنق ابنه ووليّ عهده مصطفى ليحلّ محلّه ابنها سليم الثاني الملقّب - في الغرب - بالسكّير.






مريام هاري في دمشق


جنّة الإسلام


غورو يستقبل فيصل  


توفيق بك طارق








Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948. 


Myriam Harry


T.E. Lawrence. Seven Pillars of Wisdom


Rencontre Fayçal - Gouraud


Toufik Tarik Bey


ʿAbd-ar-Raḥmān aš-Šahbandar, al-Tekīyya al-Sulaymānīyyā et l'avenir de la Syrie chérifienne

No comments:

Post a Comment