مدرسة أم خانقاه؟
يقول بدران (صفحة ١٦٠-١٦٣ من منادمة الأطلال) أنّ الخانقاه كانت تجاه المدرسة من الشمال يفصل بينهما الطريق المؤدّي غرباً إلى العادليّة والظاهريّة ويوافق العلبي (ص ١٧٧-١٧٨) الذي ذكرها في جملة مدارس الحنفيّة قائلاً أنّ جقمق بنى شمال المدرسة خانقاهاً للصوفيّة. أفاد Wulzinger & Watzinger (ص ١٢٤-١٢٥ من تعريب قاسم طوير) أنّها كانت "في نهاية الرواق البيزنطي".
كرّس العهد المملوكي النقوش الكتابيّة كأحد عناصر الزخرفة الرئيسة (أدرجت ضمن المراجع خصائص هذا الفنّ عن Sauvaget وريحاوي). أدين بالمعلومات التالية عن كتابة الجقمقيّة التأسيسيّة + الخريطة لموسوعة الآثار في سوريا والأستاذ غزوان ياغي. تعود الصورة الأولى بالأبيض والأسود عن Herzfeld إلى مطلع القرن العشرين ويبدوا فيها الشريط الكتابي منصّفاً جدار المدرسة (بالأحرى الخانقاه) الشرقي. الصورة الثانية (نفس الفترة تقريباً) لقطة مكبّرة لهذا الشريط عن Wulzinger & Watzinger.
يلفّ هذا الشريط على طول الجدارين الشمالي (الواجهة) والشرقي ويحتلّ عرض مدماكين. نقشت هذه الكتابة النافرة بأحرف الثلث الجميلة الناحلة وتبدأ بآية قرآنيّة يليها النصّ الآتي:
أنشأ هذه الخانقاه والتربة المباركة المقرّ الأشرف العالي المولوي الكبيري العالمي المهدي العابدي الهاشمي الناسكي الزعيمي المقدّمي الذخري الظهيري السيفي عزّ الإسلام والمسلمين سيّد الأمراء في العالمين سيف أمير المؤمنين جقمق الدوادار المؤيّدي كافل الممالك الشاميّة المحروسة ضاعف الله له الثواب وغفر له ولوالديه ولأحبابه يوم الحساب بمباشرة الجناب السيفي تغري بردي ورمش في شهور أربع وعشرين وثمانماية.
يزوّدنا هذا النص - بغضّ النظر عن لغة التملّق والمداهنة المألوفة منذ أقدم العصور في كتابات من هذا النوع ودون التعرّض للنواحي الفنّيّة واللغويّة - بمعلومات تاريخيّة ثمينة عن هذه الآبدة وهي الآتية:
- تاريخ البناء ٨٢٤ للهجرة (الموافق ١٤٢١ للميلاد).
- الواقف الأمير سيف الدين جقمق دوادار (حامل دواة أي كاتب السلطان) المؤيّد شيخ (١٤١٢-١٤٢١). تولّى جقمق منصب كافل (أي نائب ويكافئ هذا المنصب الوالي في العهد العثماني) السلطنة في الشام اعتباراً من عام ١٤١٩. تمرّد بعد موت المؤيّد وقتل.
- يؤكّد النصّ هويّة البناء كخانقاه ولا ذكر فيه لمدرسة.
- مهندس أو متعهّد البناء "الجناب السيفي تغري بردي".
عبد القادر ريحاوي. الحوليّات الأثريّة السوريّة المجلّد العاشر ١٩٦٠.
عبد القادر ريحاوي. العمارة العربيّة الإسلاميّة الطبعة الثانية دار البشائر ١٩٩٩.
غزوان ياغي. موسوعة الآثار في سورية.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
عبد القادر بدران. منادمة الأطلال ومسامرة الخيال
المدرسة الجقمقيّة كنموذج للفنّ المملوكي
Jean Sauvaget. L'architecture musulmane en Syrie. Revue des arts asiatiques 1934
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment