Saturday, July 24, 2021

سلطان الأطرش

 


دخل زوّار جدد ردهة فندق فيكتوريا الكبير خلال الجلسة التي تناظر بها الدكتور الشهبندر والأب إسطفان والدكتور لطفي بك في مستقبل المملكة السوريّة (الكلام أواخر العهد الفيصلي عام ١٩٢٠ وقبل يوم ميسلون) حسب رواية السيّدة Myriam Harry. أترك لها وصفهم:



"فتح الباب ودخل منه ثلاثة رجال ذوي هيئة رائعة يفوح منهم عبق المسك والعنبر. تميّز أوّلهم وأصغرهم سنّاً بجمال جسمه وقسامة سحنته وطول قامته وانتصاب عوده كما لو كان سنطوراً (*). تذكّر رأس هذا الشخص المتّشح بالموسلين الصافي وشارباه بمحارب غالي (**) وعيناه المكحّلتان بالإله أدونيس أمّا جذعه فيصرّه رداء حريريّ يليق بالملوك تتخلّل نسيجه نماذج عناقيد مذهّبة وأشجار سرو مفضّصة وأزهار قرنفل عبر تشابكات سوداء تنتهي في كروم ديونيسيّة (***). يغطّي ثوب من الساتان المخطّط الذي يتناوب فيه اللون العسلي الفاتح مع الداكن القسم الأسفل من جسمه وفوق كلّ ذلك معطف فروسيّة مبطّن بالفراء حواشيه من ذيل السمّور.

التفّ زنّار عريض قرمزيّ اللون حول خصر هذا الرجل فيه غمد مزيّن بالألماس يتلألأ في داخله خنجر. علّق الزائر على كتفه سيراً أرجوانيّاً تدلّى منه سيف ثمين وضعه أمام ركبتيه عندما اتّخذ وضعيّة الجلوس.


- من هم هؤلاء البدو؟ همست مبهورة للموفد الصهيوني.


- ليس هؤلاء الرجال من البدو بل هم أمراء دروز. الأوّل هو سلطان الأطرش.


- لا بدّ والحال كذلك أن يكونوا في منتهى الغنى والثراء؟


- هذا ما يحدث عندما تطلب ثلاثة أمم الحلف معك أو على الأقلّ حيادك..."




(*) السنطور centaure كائن خرافي نصفه الأماميّ بشريّ والخلفي حصان.

(**) غالي gaulois من Gaule الإسم القديم لفرنسا.

(***) ديونيسوس Dionysus إله الكروم لدى اليونان.






مريام هاري في دمشق


جنّة الإسلام


غورو يستقبل فيصل  


توفيق بك طارق


عبد الرحمن الشهنبدر والتكيّة السليمانيّة ومستقبل المملكة السوريّة 








Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948. 


Myriam Harry


T.E. Lawrence. Seven Pillars of Wisdom


Rencontre Fayçal - Gouraud


Toufik Tarik Bey


ʿAbd-ar-Raḥmān aš-Šahbandar, al-Tekīyya al-Sulaymānīyyā et l'avenir de la Syrie chérifienne


Sulṭan al-Aṭraš

No comments:

Post a Comment