باشرت السيّدة Myriam Harry جولتها في دمشق بصحبة صديقها القديم ودليلها إلى المدينة الفنّان توفيق طارق. هدف رحلة اليوم الجامع الأموي والطريق يمرّ عبر سوق الحميديّة. أنقل فيما يلي ما كتبته في هذا الصدد (تعريب عن الصفحة ٧١ من كتاب دمشق جنّة الإسلام) دون تنقيح وأترك تصحيح الأخطاء - وبعضها فاضحة - إلى الحواشي:
"سوق الحميديّة ومخازنه المفتوجة أحدث وأكثر اتّساعاً اليوم ممّا كانت عليه بالأمس القريب. أعيد بناء هذا السوق بالكامل بعد الحريق المدمّر عام ١٩٠٣ (١). انتشر هذا الحريق من الجامع الأموي في إحدى الأمسيات الدينيّة وكاد أن يقضي على دمشق.
كان الحيّ سابقاً متاهةً تحت أسقف خشبيّةٍ وشقّ بردى - عوضاً من التوقّف في ساحة المرجة - خندقاً حول القلعة العتيقة عازلاً إيّاها عن المدينة وهكذا استقى أصحاب الحوانيت بتأمّل النهر الرطوبة والأحلام.
قام السلطان عبد الحميد - في رغبة منه لتحديث المدينة على النسق الأوروبّي - بردم الخندق وإقامة متاجر على المكان الذي احتلّه واستندت هذه المتاجر مباشرةً على سور القلعة وهذا يشكّل خطراً كبيراً إذا حصل تمرّد - ومن المعروف أنّ التمرّد يبدأ دائماً من القلعة (٢) - ولكنّ الأمر سيّان بالنسبة للسلطات إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ أغلب مالكيّ المخازن من المسيحييّن" (٣).
تعود الصورة الملحقة عن Herzfeld إلى مطلع القرن العشرين وتظهر فيها أعمال البناء الملاصقة لزاوية القلعة الجنوبيّة الغربيّة وفي أعلى السور نقش كتابي للسلطان قانصوه الغوري.
(١) حريق الأموي كان في تشرين أوّل عام ١٨٩٣.
(٢) فقدت القلعة قيمتها العسكريّة اعتباراً من منتصف القرن التاسع عشر على أقدم تقدير وبالتالي تمرّدها أو تمرّد حاميتها في مطلع القرن العشرين بعيد الاحتمال.
(٣) لا علم لي أنّ أغلب أصحاب متاجر سوق الحميديّة مسيحييّن في أي عهد من العهود ولا أدري من أين حصلت المؤلّفة على معطياتها في هذا الصدد.
عبد الرحمن الشهنبدر والتكيّة السليمانيّة ومستقبل المملكة السوريّة
Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948.
David James Cathcart King. The Defences of the Citadel of Damascus; a Great Mohammedan Fortress of the Time of the Crusades. Archaeologica, Volume XCIV, 1951.
T.E. Lawrence. Seven Pillars of Wisdom
ʿAbd-ar-Raḥmān aš-Šahbandar, al-Tekīyya al-Sulaymānīyyā et l'avenir de la Syrie chérifienne
مع الشكر للصديق الأستاذ الياس بولاد
ReplyDelete"اذا كنت لا تعلم ان اغلب اصحاب متاجر سوق الحميدية مسيحيين وفي اي عهد ومن اين حصلت على معطياتها فدعني اعطيك بعض المعلومات التي تؤكد نظرة الكاتبة هاري صحيحة .
جاء في دليل الارض المقدسة لماسترمان :
Guide de Terre Sainte. Editeur Auguste Picard .1923 .
بفصل زيارة المدينة (دمشق). من خلال زيارة الاسواق ... في الزاوية الشمالية الشرقية نرى جامع السنجقدار . ثم نتقاطع بسوق النحاسين الذي يمر فيه الترامواي وندخل الى سوق الاروام (سوق اليونان). وبعده بقليل يحمل اسم سوق الحميدية الذي دمر اثر حريق 1893 .وقد اعيد بناءه بسقف معدني يستند على اقواس من الحديد . ان المحلات الرائعة التي تعرض الحرير والسجاد والاسلحة القديمة على طرفي الشارع الممتد 500 متر والمؤدي الى الجامع الاموي "
من المعروف ان معظم سوق النحاسين حتى ستينيات القرن العشرين كان اصحاب المتاجر من المسيحيين .
2- ان سوق الاروام كان منذ القديم اصحابه من المسيحيين الروم الدمشقيين . والى جانبه سوق الصاغة . والى اليوم معظم المحلات للمسيحيين . 3- وبعد ان اعيد ترميم سوق الحميدية الذي التهمته النيران كانت معظم متاجره تعود لمسيحيين يبيعون فيه الحرير والسلاح القديم والسجاد .. من اهم المتاجر كان متجر سركيس واصفر . ومتجر كاتب . ومتجر اسطفان ...
وفي ثلاثينيات القرن العشرين كانت مؤسسات اجنبية معروفة لها محلات تعرض فيه بضائعها ومنها على سبيل المثال محلات : "باتا" للاحذية والجلديات ..."