Friday, July 30, 2021

بؤس بنات عبد الرحمن باشا اليوسف ونسويّة الأمير فيصل

 



تنتقل الأديبة الفرنسيّة Myriam Harry هنا من التاريخ الحقيقي والمفترض الذي لقّنها إيّاه توفيق طارق أو الموفد الصهيوني أو القنصل الفرنسي أو غيرهم إلى مقابلة أجرتها بنفسها مع زوج عبد الرحمن باشا اليوسف (لم تذكر اسمها ولكن لا بدّ من كونها السيّدة فائزة العظم) وابنتيه. الأسطر التالية تعريب من الصفحات ٩٤-٩٦ ولا يوجد ما يدعوا للتشكيك بصحّة ما ورد فيها:


قادنا أحد أبناء الباشا إلى الحريم. تلقّى هذا الابن تعليمه في لندن. 


اقتصر الوجود الأنثوي على سلطانة واحدة (*) مع ابنتيها ومرافقة يونانيّة. اكتست السيّدات بأثواب فوقها معاطف ترحال وتحلّقن حول منقل نحاسيّ. إحدى الأميرتين (**) مخطوبة وكلتاهما تعلّمتا في رعاية راهباتنا وتتقنان الكلام بالفرنسيّة وتقرآن روايات Pierre Loti وقصائد الكونتيسة de Noailles. 


- آه! - قالت لي الفتاة البكر - كم نحسدك على الحريّة التي تتمتّعين بها إذ بإمكانك السفر وتستطيعين أن تفعلي ما يحلوا لك! أنا وأختي عندما نقرأ في كتبكم عن أعيادكم ومسرّاتكم تلقي الواحدة نفسها بين ذراعيّ الثانية ونجهش بالبكاء سويّةً لأنّنا نعلم أنّنا لن نحيا مثلكم أبداً ولن نمطتي صهوة الخيول ما عشنا - رغم أنّنا نملك أكثرها أصالةً - ولن نتجوّل عبر العالم رغم أملاكنا التي لا عدّ لها ولا حصر. إذا أردنا المشاركة في أحاديث الرجال يتعيّن علينا الاستماع إليهم خلسةً خلف ستار!


- ولكنّني - أجابت السيّدة Harry - كنت أعتقد أنّ المسلمات تحرّرن إلى درجة كبيرة في أيّامنا؟


أطلقت الأميرة ضحكة خفيفة مشوبةً بالمرارة.


- تحرّرن! أعتقن! نعم إذا كان المقصود أن نلبس على شاكلتكم وأن نتكلّم عدّة لغات وأن نقرأ كتبكم ونتضمّخ بعطورات كيميائيّة من باريس ونجتمع بين النساء لننافس بعضنا بعضاً في ثياب حاسرة عن أعناقنا ونحورنا. في رأيي أنّ هذا التحرّر هو بالأحرى مصدر تعاستنا ويزيد في إدراكنا المدى الذي تكبّلنا فيه الأصفاد. أمّي وجدّتي كنّ سعيدتين إذ أنّهما لم تعرفا حياةً بديلةً أمّا نحن فلم يعد باستطاعتنا قبول ما رضين به.  


- ومع ذلك الباشا منفتح ومتحرّر للغاية - استأنفت الأديبة الفرنسيّة - ويقال أنّ الأمير فيصل نسويّ الميول..


- لربّما كان الأمير فيصل يبغي -من تحت لتحت -تحرير نساء الآخرين. ردّت الأميرة. ولكن من يستطيع أن يكون نسويّاً في دمشق؟ هناك حلقة أدبيّة لمسلمات بيروت وبإمكانهنّ المساهمة في منشورات القاهرة ويستطعن الخروج بمفردهنّ. أمّا هنا! آه! أنت لا تعلمين مدى التخلّف في دمشق!




(*) المقصود بالسلطانة حليلة اليوسف. 

(**) الأميرتان ابنتا الباشا. استعمال المؤلّفة للقب الأمير والأميرة في هذا الموضع وغيره مطّاط. اسم الفتاتين وجيهة وشفيقة اليوسف - مذكّرات خالد العظم - مع جزيل الشكر للصديقة الدكتورة مارينا رزق. 









اللوحة للفنّان Blas Olleros y Quintana.




مريام هاري في دمشق


جنّة الإسلام


غورو يستقبل فيصل  


توفيق بك طارق


عبد الرحمن الشهنبدر والتكيّة السليمانيّة ومستقبل المملكة السوريّة 


سلطان الأطرش


سوق الحميديّة 


سوق الحميديّة: تاريخ بديل


مصير المتحف العثماني


عبد الرحمن باشا اليوسف


على مائدة عبد الرحمن باشا اليوسف







Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948. 


Myriam Harry


T.E. Lawrence. Seven Pillars of Wisdom


Blas Olleros y Quintana (image)


Rencontre Fayçal - Gouraud


Toufik Tarik Bey


ʿAbd-ar-Raḥmān aš-Šahbandar, al-Tekīyya al-Sulaymānīyyā et l'avenir de la Syrie chérifienne


Sulṭan al-Aṭraš


Suq al-Ḥamīdīyyā: Histoire Officieuse


La Mosquée des Umayyādes ne parvient pas à impressionner Madame Harry


Où est passé al-Muṣḥaf al-ʿUthmānī?!


ʿAbd ar-Raḥmān Pāšā al-Yūsuf


Chez ʿAbd ar-Raḥmān Pāšā al-Yūsuf


Princesses Kurdes

No comments:

Post a Comment