Tuesday, July 6, 2021

المدرسة الإقباليّة الحنفيّة


"جامع الحنابلة: كتابة مجهولة"


التقطت الصورة الملحقة عن Ernst Herzfeld بين الأعوام ١٩٠٨-١٩١٤ على وجه التقريب وهي حسب العالم الألماني لنقش كتابيّ مجهول في جامع المظفّري (الحنابلة) في الصالحيّة.  


ليس لديّ تأهيل يسمح بقراءة خطّ من هذا النوع ولكن نصّ الكتابة موجود في الصفحة ١٥٢من كتاب منادمة الأطلال لعبد القادر بدران . هذا النوع من الأطر الكتابيّة (بشكل ذيل الحمام dovetail أو السنونو queue d'aronde إذا اعتمدنا المصادر الفرنسيّة) شائع الاستعمال في الأوابد الإسلاميّة التاريخيّة (خصوصاً الأيّوبيّة) أمّا عن النصّ فهو الآتي:


"بسم الله الرحمن الرحيم أوقف هذه المدرسة المباركة الأمير الأجلّ جمال الدولة إقبال عتيق الخاتون الأجلّة ستّ الشام ابنة أيّوب رحمه الله على الفقهاء من أصحاب الإمام سراج الأمّة الشريفة أبي حنيفة رضي الله عنه وأوقف عليها الثلث من الضيعة المعروفة بالسموقة والثلث من مزرعة الأفتريس والثلث من مزرعة شمالي بيدر زبدين وخمسة قراريط وثلث من كرم يعرف بمديد الدين في الحديثة وقيراطاً من مزرعة ذرع ما حاط بطريق سالكة من ذرع إلى بصرى وذلك في الرابع عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وستمّائة عظّم الله أجره".


نحن إذاً أمام نصّ تأسيسي لمدرسة أيّوبيّة حنفيّة يحدّد واقفها وأوقافها وتاريخها (الثاني عشر من تمّوز سنة ١٢٠٧ للميلاد). إذا كانت هذه الكتابة فعلاً من جامع الحنابلة فهذا يعني حكماً أنّ الحجر الذي يحملها أخذ من آبدة ثانية. هناك بالطبع احتمال آخر (وهو الأرجح) أنّ Herzfeld أخطأ لدى تصنيف الكمّ الهائل من الصور التاريخيّة التي ندين له بها. 


الكلام إذاً عن المدرسة الإقباليّة الحنفيّة التي درست - حسب بدران - باستثناء بابها الذي يعلوه حجر كبير يحمل الكتابة المشار إليها أعلاه. 


يضيف العلبي أنّ الموقع في حارة السبع طوالع مقابل إقميم حمّام الملك الظاهر وأنّها بقيت مفتوحة حتّى عام ١٢٥٠ (١٨٣٤-١٨٣٥ للميلاد) ثمّ جعلت مدرسة للبنات عام ١٣٢٤ (١٩٠٦-١٩٠٧ م) ثمّ تحوّلت إلى مدرسة للبنين. 





أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩


عبد القادر بدران. منادمة الأطلال ومسامرة الخيال




Ernst Herzfeld Papers

No comments:

Post a Comment