Damas tire de ses vergers une grande quantité de bois de construction (exclusivement du peuplier, que l'on cultive en pépinières jusqu'à ce que le tronc ait atteint une vingtaine de centimètres de diamètre). Par contre, la pierre à bâtir est d'une qualité médiocre: la montagne qui domine la ville ne fournit guère qu'un calcaire crayeux, sujet à s'écraser sous une charge un peu forte ou à se désagréger sous l'effet des intempéries.
Wednesday, June 30, 2021
Bâtir à Damas
عن العمارة السوريّة التاريخيّة
اقتبست الأسطر التالية من مقال مرجعيّ للمستشرق الفرنسي Jean Sauvaget يعود إلى عام ١٩٣٤. يعكس هذا المقال ثلاثة محاضرات ألقاها المؤلّف في معهد الفنّ والآثار التابع لجامعة باريس Institut d'Art et d'Archéologie في نيسان ١٩٣٢.
تتّسم العمارة السوريّة بالنزاهة وتربأ عن الزيف ولا يتمّ التنفيذ إلّا بعد دراسة دقيقة للمشروع أمّا عن إعطاء الأولويّة للاعتبارات الجماليّة على حساب التنظيم المنطقي فلا نشاهده إلّا في عصور الانحطاط وحتّى في هذه الحالة لا نرى في الدور الخاصّة التركيز على المظاهر والاستعراض الذي تتميّز به المنشآت الدينيّة.
تحتلّ الزخارف المرتبة الثانية من ناحية الأهميّة كما يحتّم المنطق. لا تخفي هذه الزخارف بنية الآبدة بل على العكس يتبع توزيعها بمنتهى الصرامة الخطوط المعماريّة العريضة وتساهم بإبرازها عن طرق إضفاء بعض اللمسات الدقيقة كما - على سبيل المثال - في بعض العناصر الزخرفيّة المكرّرة البسيطة على أحجار الساكف أو حول النوافذ أو في الشرائط الجصيّة المنحوتة التي تبرز حوافّ القبوات. لن تجد في سوريّا على الإطلاق حمّى الزخرفة التي انتشرت في سائر البلاد الإسلاميّة وحملت مهندسيّ العمارة على تغطية الجدران برمّتها بتعرّجات مشوّشة همّها الوحيد زخرفة الحدّ الأقصى من السطح المتوافر.
الصورة الملحقة لزخارف الجصيّة في المدرسة الشاميّة البرّانيّة التي اعتبرها Sauvaget ممثّلة - في رزانتها وتوزيعها على أضلاع الآبدة - للأسلوب السوري في التنفيذ.
Jean Sauvaget. L'architecture musulmane en Syrie. Revue des arts asiatiques 1934
Tuesday, June 29, 2021
Notes sur l'architecture syrienne
Le sentiment de la logique
حمّام فتحي
الموقع في الميدان الوسطاني غرب الطريق وعلى بعد حوالي مائة متر شمال تربة سيدي صهيب أمّا النسبة فهي إلى فتحي الدفتري أو الدفتردار باني المدرسة الفتحيّة في القيمريّة. أمر فتحي أفندي بعمارة هذا الحمّام وأوقفه على المدرسة المذكورة عام ١١٥٦ (١٧٤٣-١٧٤٤ للميلاد) حسب العلبي أمّا Michel Écochard & Claude Le Coeur فقد حدّدا التاريخ - استناداً إلى كتابة بالخطّ النسخي على البوّابة بالعام ١١٥٨ (١٧٤٥ م).
جدّد السيّد شفيق النوري هذا الحمّام سنة ١٣٦١ (١٩٤٢) كما هو مدوّن عليه وكان ذلك في نفس الوقت الذي صدرت فيه دراسة العالمين الفرنسييّن الذين وصفا حالته بالممتازة إلى درجة الكمال parfait بيد أنّ العلبي أضاف أنّ الحمّام أغلق بعد عشر سنوات من تجديده وتحوّل إلى مستودع للحبوب ثمّ للأخشاب "ثمّ شرعت الآثار في تجديده ولكنّها توقّفت". رسم العلبي عام ١٩٨٩ صورة شديدة التشاؤم لمستقبل الحمّام قائلاً أنّه "ينتظر اللحظة التي ينهار فيها من تلقاء نفسه وتبنى على أنقاضه عمارة حديثة" ولحسن الحظّ هذا لم يتحقّق.
حمّام فتحي أحد حمّامات المدينة النادرة التي تتمتّع بواجهة مهيبة تتخلّلها أربع فتحات (شبابيك) يقع المدخل على يمينها وسبيل متناظر معه على يسارها. يدلّ مخطّط هذا الحمّام أنّه بني وفقاً لإرادة مهندسيه دون أن تحدّد اعتبارات تتعلّق يالمباني المجاورة الحيّز المخصّص له (أي أنّه بني على أرض خالية) وليس هناك ما يشير إلى تغيّر مخطّطه من منتصف القرن الثامن عشر وحتّى منتصف القرن العشرين (عندما قام الفرنسيّان بدراسته) وإلى اليوم. أعطيت الزخرفة مكانة خاصّة في هذه الآبدة لا تقلّ عن العمارة إن لم تكن تفوقها أهميّةً ويتجلّى ذلك في الواجهة الابلقيّة والجصّ والفسيفساء والبلاط وما إلى ذلك.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943.
Monday, June 28, 2021
Bain Fatḥī
Situé sur le côté ouest de la grande rue du Mīdān, à cent mètres environ au nord du mausolée Sīdī Ṣuhayb.
حمّام الزين
بني هذا الحمّام المملوكي قبل ١٣٤٨ للميلاد حسب Écochard و Le Coeur استناداً إلى وفاة واقف دار القرآن الأفريدونيّة في ذلك العام وإلى وقف هذه الدار الذي يذكر بيتاً في زقاق حمّام الزين. أضاف المستشرقان أنّ المقرنصات تحت قباب الحمّام مشابهة لنظيرتها في جامع تنكز المبني عام ١٣١٧ وبالتالي رجّحا أن يعود الحمّام إلى مطلع القرن الرابع عشر.
بالمقابل يفيد العلبي (ويوافقه Weber) أنّ الحمّام بني جمادى الأولى عام ٧٩٩ (الموافق كانون الثاني - آذار ١٣٩٧ للميلاد) وأنّ بانيه على الأغلب محمّد بن عبد الله بن شمس الدين بن النشو السمسار الذي كان مسؤولاً عن خزائن الحبوب في دمشق قبل مقتله على يد العامّة الذين مثّلوا بجثّته وخربوا حمّامه (ابن صصرى صفحة ٢٠٩). أضاف العلبي أنّ اسم الحمّام تغيّر فأصبح حمّام قصيعة أو قصيفة بعد هذه الواقعة ونقل عن ابن طولون أنّه نقض عام ٨٩٧ (١٤٩١-١٤٩٢ م).
جدّد الحمّام في رجب عام ١٢٨٩ (أيلول - تشرين أوّل ١٨٧٢) بدلالة كتابة أعلى مدخله نصّها الآتي (عن العالم الدكتور بسّام ديّوب أمّا صورة الكتابة فمن الفيسبوك بعدسة الصديقة الباحثة والفنّانة رانيا قطف):
قد صار حماماً وكان رحيما يحي العظام وإن تكون رميما
شكراً لسعي الفارس النوري على تجديده وله الثناء العميما
إن يسألوا عنه فقل تاريخه أي رونقوا الزين ادخلوه نعيما
سنة ١٢٨٩ في غرّة رجب
(*) غرّة رجب = أوّل رجب ١٢٨٩ = ٤ أيلول ١٨٧٢
إذاً هذا تاريخ التجديد وليس البناء الأصلي كما قال Wulzinger & Watzinger خطأً في الصفحة ١٩١ من تعريب قاسم طوير. أغلق الحمّام فترة ليعاد افتتاحه في رمضان ١٤٠٨ (نيسان - أيّار ١٩٨٨) ووصف Weber حالته بالجيّدة عندما نشر دراسته عام ٢٠٠٩.
الموقع قصر حجّاج قبلي جامع حسّان في الطريق الواصل بين جامع السنانيّة شمالاً وجامع مراد باشا النقشبندي جنوباً.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
ابن صصرى. الدرّة المضيئة في الدولة الظاهريّة
William Brinner. A Chronicle of Damascus 1389-1397 By Muhammad Ibn Muhammad Ibn Sasra. University California 1963.
Michel Écochard & Claude Le Coeur. Les Bains de Damas : Monographies architecturales. Imprimerie catholique 1942-1943.
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
Stefan Weber. Damascus. Ottoman Modernity and Urban Transformation
Sunday, June 27, 2021
Bain az-Zayn
Bain en fonctionnement et en moyen état de conservation.
حمّام أمّونة
الموقع خارج سور المدينة وجنوب مقبرة الدحداح والخانقاه النحاسيّة كما نرى في الخريطة الملحقة عن زكريّا كبريت وموسوعة الآثار في سورية.
يرى العلبي أنّ هذا الحمّام هو حمّام شجاع المذكور في النعيمي تحت باب الخانقاه النحاسيّة:
"والتربة بها غربي الذهبيّة وشمالي حمّام شجاع بطرف مقبرة الفراديس.."
هذا الحمّام أحد أقدم حمّامات دمشق قدّر الفرنسيّان Michel Écochard & Claude Le Coeur أنّه يعود إلى نهاية القرن الثاني عشر للميلاد مستندين في ذلك إلى مخطّطه وشكل قبّته والمقارنة المعماريّة بينه وبين حمّام ستّي عذرا وحمّام سامي (أو سامة أو أسامة) اللذان يعودان لنفس العهد.
أصبح الحمّام مصبغة لفترة معيّنة ثمّ أعيد إلى وظيفته الأصليّة وأضاف مديره السيّد بسّام كبب في حديث إلى الوكالة العربيّة السوريّة للأنباء SANA في نيسان عام ٢٠١٥ أنّه من أوائل حمّامات دمشق التي خصّصت للنساء مركّزاً على تحضيره للعروس الشاميّة قبل زفافها وأنّه رمّم عام ٢٠٠٦ أمّا كبريت فأرجع الترميم إلى "نحو سنة ٢٠١٠" بجهد مشترك للأوقاف ومستثمر الحمّام بإشراف المعهد الفرنسي للشرق الأدنى IFPO.
وصفه العلبي عام ١٩٨٩ كحمّام "متواضع يدخله الفقراء الذين يكثرون في تلك المنطقة" بيد أنّ وضعه تحسّن إلى درجة كبيرة إثر ترميمه في مطلع القرن الحادي والعشرين استناداً إلى شهادة كبب وكبريت والصور الحديثة الملوّنة في موسوعة الآثار.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
Saturday, June 26, 2021
Bain ʾĀmmūnā
Situé au sud-est du cimetière du Daḥdāḥ au quartier de Mazraʿā.
حمّام القيمريّة
الموقع في القيمريّة على بعد مائة متر إلى الشمال من الشارع الذي يحمل نفس التسمية وإلى الشرق من المدرسة القيمريّة. أفاد العلبي أنّ هذا الحمّام هو الذي ذكره ابن عساكر تحت اسم حمّام الحريمييّن في الصفحة ١٦٣ من تاريخ دمشق كما حقّفه صلاح الدين المنجّد:
"وحمّام في الحريمييّن خلف سوق المطرزييّن على بئر".
إذا قبلنا وجهة النظر هذه فمعنى ذلك أنّ الحمّام يعود للقرن الثاني عشر للميلاد ولربّما كان أقدم من ذلك خصوصاً وأنّ العلبي يتابع فيقول أنّ "هذا الحمّام من الحمّامات القليلة في دمشق التي لا تزال على وضعها القديم...".
نأتي الآن إلى دراسة Écochard و Le Coeur وهي مخالفة لرأي العلبي على طول الخطّ. قارن العالمان الفرنسيّان طريقة الانتقال من القاعات إلى قبواتها واستناداً إليها وإلى عدد من القرائن المعماريّة - مع أخذ التغييرات والتعديلات الكثيرة التي خضع إليها الحمّام على مرّ السنين بعين الاعتبار - استنتجا أنّ هذا الحمّام معاصر لحمّام الناصري في مئذنة الشحم وبالتالي فهو يعود إلى العهد المملوكي والقرن الرابع عشر للميلاد وليس للعهد النوري كما اعتقد العلبي.
لا يمنع هذا بالطبع أن يكون هذا الحمّام مبنيّاً على على موقع احتلّه حمّام أقدم منه ولدينا العديد من الأمثلة على دور عبادة تطوّرت وتحوّلت وأعيد بناؤها عبر الزمن كما في حالة جامع بني أميّة الكبير وهي الأشهر. لا مناص لنا - في غياب النقوش الكتابيّة التاريخيّة والمخطوطات - من اللجوء إلى الدراسات الفنيّة والمعماريّة المقارنة وهذا ما فعله الفرنسيّان اللذان أضافا أنّ الحمّام كان في حالة جيّدة في مطلع أربعينات القرن الماضي.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩
صلاح الدين المنجّد. تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر
Friday, June 25, 2021
Bain al-Qaymarīyā
Bain en activité situé dans le quartier al-Qaymarīyā, à cent mètres au nord de la rue du même nom.
حمّام النوفرة
الموقع أسفل الدرج الكبير المؤدّي من حيّ النوفرة إلى باب حيرون أو الباب الشرقي للجامع الأموي (النوفرة إذاً أقرب الحمّامات إلى الجامع) . اقتصرت أهميّة هذا الحمّام بالنسبة للفرنسييّن Écochard و Le Coeur على كونه أحد مكوّنات مجموعة معماريّة مؤلّفة من مقهى النوفرة والساحة أمامها والنافورة والمراحيض العامّة الأثريّة.
جدّد هذا الحمّام عام ١٩٣٣ وكان في حالة جيّدة عندما وصفه المستشرقان في مطلع أربعينات القرن العشرين.
ذكر ابن شدّاد في نفس الموقع حمّام درب العجم الكبير وعلّق سامي الدهّان - استناداً إلى الإربلي - في الصفحة ٢٩٥ من تحقيقه لكتاب "الأعلاق الخطيرة" - أنّ هذا الحمّام هو حمّام النوفرة.
إذا قبلنا هذه الشهادة فهذا يعني أنّ الحمّام يعود إلى القرن الثالث عشر للميلاد أو قبل بيد أنّ Écochard و Le Coeur ارتأيا - استناداً إلى قرائن معماريّة منها شكل الوسطاني والجوّاني وسماكة الجدران - أنّ الحمّام بالأحرى بني في أواخر القرن السابع عشر أو مطلع القرن الثامن عشر.
أضاف العلبي أنّ تجديد الحمّام بوشر في شعبان ١٤٠٩ (الموافق آذار - نيسان ١٩٨٩ بهدف تحويله إلى مركز للتقاليد الشعبيّة.
مضى على هذا الكلام ثلاثون عاماً ونيّف ولا أدري ما وضعه اليوم.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩