En 1317, Tankiz fit construire à l'ouest de la citadelle, au lieu dit "l'enclos du summāq", une mosquée dont la façade bicolore était pourvue de deux portails à muqarnaṣ. Ces derniers, dûment restaurés pendant le mandat français sont, avec le minaret, également restauré à la même époque, les seules parties anciennes de l'édifice. Le minaret est caractéristique du style mamlūk: base carrée, fût octogonal, niches à arc-de-tête polygonal, colonnettes engagées, torsadées ou cannelées, bandeaux épigraphiques, balconnets alvéolés, galerie sur encorbellement à muqarnaṣ, garde-corps ajouré, baies géminées, disques de faïence bleue turquoise qui apparaissent ici pour la première fois à Damas. Cette mosquée fut considérée comme un ds plus beaux édifices de Damas: "C'est l'art architectural poussée aux dernières limites, écrit l'historien damascain ʾAbū al-Baqāʾ. La bâtisse est percée de vingt fenêtres disposées sur une ligne égale et qui dominent les rivières, la prairie du Maydān et ce qu'il renferme. Au milieu de sa cour passe le nahr Bāniās, avec l'eau duquel les fidèles font leurs ablutions et où existent deux norias qui s'emplissent et se vident dans deux auges pleines de toutes sortes d'arbres, de plantes odoriférantes et de fleurs". Accotée au portail est, s'éleve la turbā où fut enterré le corps de Tankiz après qu'il fut ramené d'Alexandrie en 1344. À quelques détails près, en particulier des proportions différentes, l'édifice reste conforme aux modèles ayyūbides: une coupole en bulbe, deux tambours polygonaux, une salle carrée. Une fine marqueterie de marbres colorés à entrelacs géométriques et motifs étoilés tapissait la base du tombeau tandis que la voûte du miḥrāb arrondi entre les deux fenêtres du mur sud était revêtu de mosaïques de pâtes de verre à fond d'or.
Tuesday, August 31, 2021
المدرسة الريحانيّة
اقتبست هذه الصورة العالية الدقّة من أرشيف المستشرق الألماني Ernst Herzfeld الذي عنونها: "التربة الريحانيّة - كتابة مجهولة". الواقع غير ذلك فلا هذه الصورة التي التقطت في مطلع القرن العشرين للتربة الريحانيّة ولا الكتابة مجهولة.
نصّ الكتابة (عن بدران) هو الآتي:
"بسم الله الرحمن الرحيم وقف هذه المدرسة المباركة جمال الدين ريحان بن عبد الله على المتفقّهة بها على مذهب الإمام الأعظم سراج الأمّة أبي حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه ووقف عليها جميع البستان الخراجي المعروف بأرض الحواري والأرض المعروفة بدفّ العنّاب والقرماوي بأرض القطائع والجورتين البرّانيّة والجوّانيّة بأرض الخامس والنصف والثلث من الريحانيّة ومن الإسطبل المعروف بعمارية ببستان بقر الوحش وذلك معروف مشهور فمن بدّله بعدما سمعه فإنّ إثمه على الذين يبدّلونه إنّ الله سميع عليم سنة خمس وسبعين وخمسمائة (*)"
(*) الموافق ١١٧٩-١١٨٠ للميلاد.
نحن إذاً أمام الكتابة التأسيسيّة للمدرسة الريحانيّة الحنفيّة المنسوبة إلى الخواجا جمال الدين ريحان الطواشي خادم نور الدين (وفيّات ٥٩٥ للهجرة = ١١٩٨-١١٩٩ للميلاد). الموقع في محلّة الحريقة غرب المدرسة النوريّة الكبرى. كانت هذه المدرسة مكتباً للأطفال عندما وصفها بدران (وفيّات ١٣٤٦ = ١٩٢٧-١٩٢٨ م) ويبدوا أنّ وضعها استمرّ في التدهور بدلالة سرد العلبي "أمّا الداخل فكان دوراً للفقراء والمشرّدين" إلى أن هدمت مع محيطها عام ١٣٧٥ (١٩٥٥-١٩٥٦ م). قامت مصلحة الآثار بحفظ الحجر الذي يحمل نصّ الوقف وهو اليوم في حديقة المتحف الوطني مع جزيل الشكر للدكتور بسّام ديّوب.
Monday, August 30, 2021
Ernst Herzfeld 1879- 1948
ترك المستشرق الألماني Herzfeld العديد من الأبحاث وألوفاً من الصور التاريخيّة للشرقين الأدنى والأوسط مع تركيز خاصّ على إيران. أنوي في الأسابيع القليلة المقبلة مشاركة مختارات من أرشيفه الضوئي لمدينة دمشق مع تزويد رابط كل صورة لمن يريد مراجعتها في موقع Smithsonian.
صورة اليوم لنقش كتابيّ يونانيّ على الحجر عليه الكثير من إشارات الاستفهام:
- هل لا يزال موجوداً؟ وإذا كان الأمر كذلك فأين؟
- ما هي أبعاده وأبعاد ووزن الحر الذي حفر عليه؟
- هل قام Herzfeld أو غيره بمحاولة تحقيق الكتابة وترجمتها؟ بعبارة ثانية ما هو موضوع الكتابة ومتى نقشت؟ نوعيّة الصورة جيّدة للغاية ومن السهل على الأخصّائييّن فكّ طلاسمها من ناحية المبدأ.
- أين التقطت الصورة؟ المصدر يحدّد الموقع في قلعة دمشق ولكن من تجارب سابقة من أرشيف Herzfeld ليس هذا بالضرورة صحيحاً وهناك ما يشير إلى أنّ الصور المتوافرة تشكّل مادّة شديدة الغنى للدراسة لم يتمّ استغلالها على الوجه الأفضل إلى اليوم.
- ما هو تاريخ الصورة؟ المصدر يحدّد فترة بين الأعوام ١٩٠٨ - ١٩١٤ ولكن معظم - إن لم يكن جميع - صور Herzfeld عن دمشق تحمل نفس التاريخ وقد ثبت لي في حالة العادليّة على الأقلّ أنّه غير دقيق وإن أمكن إرجاع اللقطات إلى الربع الأوّل من القرن العشرين.
ما استطعت جمعه من المعلومات هو الآتي:
- الصورة بلّورة سلبيّة glass negative بالأبيض والأسود بأبعاد ١٣ x ١٨ عشير المتر (قياس موحّد لجميع الصور).
- رافقت ملاحظات مدوّنة بخطّ اليد هذه الصورة تشير إلى كونها كتابةً يونانيّةً من قلعة دمشق ولكنّي لم أنجح بالعثور على هذه الكتابات.
- ما تبقّى معلومات تتعلّق بالتصنيف: الملفّ ورقم التسلسل وهلمّجرّا.
بالطبع لا يعني وجود كتابة يونانيّة على حجر أو أحجار القلعة أنّها تعود إلى العهد اليوناني وغاية ما نستطيع توكيده أنّ بداياتها كانت في أواخر القرن الحادي عشر والعهد السلجوقي وأنّها بشكلها الحالي وليدة مطلع القرن الثالث عشر والعصر الأيّوبي. هناك من ارتأى دون برهان مقنع أنّ حصناً castrum رومانيّاً تواجد على موضعها قديماً. التفسير الأفضل للكتابة هو بكل بساطة أنّ الحجر أخذ من مكان آخر ليعاد استعماله في القلعة ويعتقد الخبراء أنّ معبد المشتري الخارجي peribolos كان بمثابة "مقلع حجارة" لأبنية لاحقة أهمّها القلعة.
حاشية: النقش اليوناني اليوم في حديقة المتحف الوطني مع جزيل الشكر للدكتور عبد الرزّاق معاذ عن الأستاذة Annie Sartre Fauriat. النصّ:
ἐπὶ τῶν περὶ Ἀντωνιανὸν Παυσανίαν τὸν ἐργε[πιστάτην] ἱεροταμιῶν τὸ γάμμα ἀπὸ τοῦ παλαιοῦ τείχους [μέχρι καὶ] τῆς ἁμαξηλάτου εἰσόδου ἐθεμελιώθη ᾠκοδομήθ[η τε] ἐκ τῶν τοῦ κυρίου Διὸς ἔτους βυʹ
"Sous Antoninianos Pausanias, le surveillant des travaux publics des trésoriers sacrés, a été construit le gamma depuis les anciens murs et l’entrée de la voie charretière, aux frais du seigneur Zeus en l’an 402 ». (339-340 ap. J.-C.)"
تمّ بناء الغامّا (*) تحت إشراف أنطونينيانوس بوسانياس ناظر الأشغال العامّة لأمناء الخزائن المقدّسة بداية من الجدران العتيقة ومدخل طريق العربات على نفقة الربّ المشتري عام ٤٠٢ (**).
(*) إضافة لمعبد المشتري الخارجي Peribolos على أضلاع زاويته الشماليّة الغربيّة بشكل حرف غامّا اليوناني Γ.
(**) الموافق ٣٣٩-٣٤٠ للميلاد.
Sunday, August 29, 2021
جميل مردم بك
أختم اليوم سلسلة من المنشورات القصيرة بدأتها في التاسع عشر من تمّوز عن كتاب الأديبة الفرنسيّة Myriam Harry "دمشق جنّة الإسلام". شكراً لجميع المتابعين وخصوصاً من ساهم في إغناء الحوار والإشارة إلى بعض المراجع القيّمة.
يمكن عموماً تصنيف فحوى الكتاب تحت بابين:
الأوّل مقابلاتها مع بعض من أرفع الشخصيّات السوريّة في ذلك العصر (عبد الرحمن الشهبندر وساطع الحصري والأمير فيصل بن الحسين ومحمّد علي العابد وغيرهم). لا يوجد مبرّر للتشكيك في صحّة ما نقلته عنهم.
الثاني: ما سمعته من مصادر محليّة وغير محليّة عن تاريخ المنطقة وهنا تختلط الأسطورة مع الحقائق وتتواتر الأخطاء. زوّد توفيق بك طارق والأمير سعيد الجزائري وعديد من الرواة المؤلّفة بمعطيات ما أنزل الله بها من سلطان تبقى على ذمّة الرواة ويتعيّن التعامل معها بقدر غير قليل من الحذر والريبة ما لم تثبت صحّتها من مراجع مستقلّة.
نأتي الآن إلى تعريب القسم المتعلّق بزيارتها الثالثة والأخيرة إلى دمشق ربيع عام ١٩٣٩. كانت هذه الزيارة شديدة الاختصار مقارنة مع إقامتها الأولى عام ١٩٢٠ والثانية في مطلع الثلاثينات. أترك لها الكلمة محتفظاً بالتعليقات للحواشي:
"تدرّجت من فندق قصر الشرق في اتّجاه الساحة بعد أن تفرّق المتظاهرون بينما انتشرت ستائر الحديد المسدلة (١) والشرطة على صهوة الخيول أمّا في الأسواق فقد اختلطت تجمّعات الناس مع الدوريّات وحدثت مشاجرات.
تملّكني الخوف وشرعت بالعودة عندما صادفت جماعة صاخبة في ساحة المرجة حمل بعض من أفرادها صورة مكبّرة لصديقنا جميل مردم بك مسمّرة على عصاً طويلة. مردم بك الإنسان الراقي المرهف الحسّ الذي أمّ باريس في الشتاء المنصرم بغية توقيع الاتّفاقيّة الفرنسيّة - السوريّة (٢).
- الموت للخائن مردم بك! إيتونا برأسه! تصاعدت الهتافات.
يا إله العالمين! ناجيت نفسي مترنّحةً. هل ستصبح دمشق مجدّداً حقلاً تهرق فيه الدماء كما يقول الكتاب المقدّس؟ (٣).
- لا تمكثي هنا! أنقذي نفسك! إنّهم يقتلون في المدينة. الثورة آتية - قال أحدهم وقد علت وجهه ابتسامة في منتهى الدماثة - وستأتي في أعقابها المملكة العربيّة إن شاء الله!
عدوت إلى غرفتي وأمسكت حقيبتي وامتطيت عربة ذاهبة إلى بيروت بينما تردّدت خلفي أصداء المدافع ممّا دفع السائق إلى الإسراع بالفرار.
ثمّ ساد سكون يتخلّله النور وعذوبة السلام. السواقي جارية على طول الطريق وأشجار المشمش مثمرة.
أوّاه يا دمشقّ! أوّاه يا مدينة فؤادي! هل سأراك ثانية؟
استدرت للمرّة الأخيرة نحو المدينة التي تلاشت عن الأنظار وابتهلت من جوارح روحي: "فليحفظ الله جنّة الإسلام!"
آمين! آمين! آمين! - همست أشجار الحور."
(١) علّ الإشارة إلى المدرّعات.
(٢) معاهدة ١٩٣٦ مع حكومة الجبهة الشعبيّة Front Populaire اليساريّة في فرنسا. رفض البرلمان الفرنسي تصديقها لأسباب لا مجال للدخول في متاهاتها هنا ويمكن للمهتّمين الرجوع إلى كتاب ألبرت حوراني "سوريّا ولبنان" الذي يتضمّن مراسلات جميل مردم بك في ملاحقه. هناك أيضاً دراسة سلمى مردم بك (ابنة جميل) "مسعى سوريّا للاستقلال" وعمل فيليب خوري "سوريّا والانتداب الفرنسي". من البدهي أنّ فشل المعاهدة أحرج وضع مردم بك الذي ترأّس الحكومة ١٩٣٦-١٩٣٩.
(٣) لربّما كان المقصود خراب دمشق الذي تنبّأ به الإصحاح السابع عشر من سفر إشعيا.
ميريام هاري في دمشق: الزيارة الثانية
مولد النبي تحت الانتداب الفرنسي
استقبال النساء في بيت محمّد علي العابد
علم فرنسا يخفق فوق بيت الأمير عبد القادر
مجزرة ١٨٦٠ بين الجريمة والعقاب
على مائدة الأمير سعيد الجزائري
أرناط وستّ الشام: رواية توفيق طارق
قبّة الصخرة وستّ الشام: رواية توفيق طارق
Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948.
Albert Hourani. Syria and Lebanon
Philip Khoury. Syria and the French Mandare. Princeton 1987
Salma Mardam Bey. Syria's Quest for Indeopendence. Ithaca 1997.
Noël islamique sous le Mandat Français
La Maison al-Jazāʾirī arbore les couleurs françaises
Massacre des chrétiens à Damas
La famille du prince Saʿīd al-Jazāʾirī
Renaud de Châtillon et la Dame de Damas
Justinien et le Couvent de Ṣaydnāyā
Saladin sur le chemin de Ṣaydnāyā
Saturday, August 28, 2021
Jamīl Mardam Bey
Je descends vers la place; les manifestants ont été dispersés. Dans les rues, rideaux de fers baissés, gendarmerie à cheval. Dans les sūqs, attroupements, bagarres, patrouilles.
Effrayée, je rebrousse chemin et me heurte sur la place Marjā à un groupe vociférant. Il porte, clouée sur une longue perche, la photographie agrandie de notre ami Jamīl Mardam Bey, le subtil, élégant diplomate, venu cet hiver à paris, signer l'accord franco-syrien.
- À mort! à mort! le traître! sa tête!
Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948.
Noël islamique sous le Mandat Français
La Maison al-Jazāʾirī arbore les couleurs françaises
Massacre des chrétiens à Damas
La famille du prince Saʿīd al-Jazāʾirī
Renaud de Châtillon et la Dame de Damas
Justinien et le Couvent de Ṣaydnāyā
Saladin sur le chemin de Ṣaydnāyā
قصر الشرق
رأينا كيف زارت الأديبة الفرنسيّة Myriam Harry دمشق للمرّة الأولى في النصف الأوّل لعام ١٩٢٠ وللمرّة الثانية في مطلع الثلاثينات. نأتي اليوم إلى زيارتها الثالثة والأخيرة قبيل الحرب العالميّة الثانية كما وصفتها:
"عدت إلى دمشق على متن الحافلة الإنجليزيّة الضخمة آتية من بغداد عبر بادية الشام في ربيع عام ١٩٣٩.
عبر الباص الجسر على بردى صاعداً في اتّجاه محطّة الحجاز ليحطّ بنا الرحال أمام بناء حديث ثقيل يضاهي في ضخامته فندق الملك داود في القدس: قصر الشرق....
أخذت المصعد إلى غرفتي الفسيحة النضرة التي أطلّت إحدى نوافذها على مرج النعنع حيث بزغت مئذنتا التكيّة السليمانيّة. بدت التكيّة من هذا الارتفاع ومن منظور هذا العملاق من الإسمنت المسلّح أشبه ما تكون بدرّة هشّة من المرمر في خضمّ مخمل زمرّديّ اللون. أشرفت نافذة ثانية على بردى وساحة السرايا الجديدة. يا له من ازدحام! يا له من صخب! لافتات متجوّلة نحمل مختلف الشعارات وصيحات باتّجاهي تنادي: "حريّة سوريّا" و"استقلال العرب" تماماً كما طالب السوريّون قبل عشرين عاماً."
للحديث بقيّة.
ميريام هاري في دمشق: الزيارة الثانية
مولد النبي تحت الانتداب الفرنسي
استقبال النساء في بيت محمّد علي العابد
علم فرنسا يخفق فوق بيت الأمير عبد القادر
مجزرة ١٨٦٠ بين الجريمة والعقاب
على مائدة الأمير سعيد الجزائري
أرناط وستّ الشام: رواية توفيق طارق
قبّة الصخرة وستّ الشام: رواية توفيق طارق
Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948.
Noël islamique sous le Mandat Français
La Maison al-Jazāʾirī arbore les couleurs françaises
Massacre des chrétiens à Damas
La famille du prince Saʿīd al-Jazāʾirī
Renaud de Châtillon et la Dame de Damas
Justinien et le Couvent de Ṣaydnāyā
Saladin sur le chemin de Ṣaydnāyā