قامت السيّدة Myriam Harry بجولة في أسواق دمشق عام ١٩٢٠ بصحبة دليلها وصديقها الفنّان توفيق طارق. احتلّ خان أسعد باشا العظم في سوق البزوريّة مكاناً بارزاً في كتابها وكان الوالي الشهير حسب تعبيرها: "أسعد باشا الذي تولّى الشام وإمارة الحجّ منذ ثلاثة قرون" ويفهم من سياق الذكر أنّها نقلت هذه المعلومة الخاطئة - ككثير غيرها - عن توفيق بك (بني الخان في منتصف القرن الثامن عشر).
"توفيق طارق بك محبوب الغاية في هذا المكان ومن هنا قام عدد من التجّار الأثرياء بدعوتنا للجلوس على إحدى المصاطب وثمّة اضمّ إلينا محمّد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي ومؤرّخ سوريّا المتميّز. قدّم مضيفونا لنا السحلب الساخن المعطّر بالقرفة والشاي الذي يفوح منه عبق النعنع الطازج.
التجارة رائجة هذه السنة كما هو الحال دوماً عندما يغيّر بلد ما حكومته أو عندما يكون هناك نزاع حدوديّ يتعيّن بناءً عليه رعاية جيش متأهّب للحرب بهدف المحافظة على السلام.
- نعم التجارة رائجة - ردّد كرد علي مبتسماً - قبل أن يخاطبنا بالفرنسيّة:
لن تقرّ أعين هؤلاء السادة حتّى ترتفع عوائد نجارتهم لما كانت عليها في عهد خلفاء بني أميّة. لا ريب أنّك على اطّلاع إلى المدى الذي سطعت إليه بلاد الشام في عهدهم؟ يمكننا القول أنّ عاصمة العالم وقتها لم تكن بيزنطة وإنّما دمشق ليس فقط في بذخ تجّارها وبهاء جامعها وإنّما أيضاً في مدارسها ومكتباتها وما أثار الإعجاب من فنون زخرفتها: الأنسجة الدمشقيّة والمصوّرات الصغيرة النباتيّة والهندسيّة التي زيّنت مخطوطاتها وخزفها وألواحها الزجاجيّة وكؤوسها المنقوشة والمكسوّة بالميناء وفولاذها الدمشقيّ الذائع الصيت....
تعرفين أيضاً المقاومة التي جابهت دمشق بها الصليبييّن في عهد صلاح الدين. لم يستطع الإفرنج الدخول إلي المدينة على الإطلاق ولكنّهم ألّبوا الناس ضدّهم وهيّجوا شعورهم ضدّ الإفرنجي - وليس الرومي حيث أنّ هذه الكلمة الأخيرة تستعمل لقباً لأهل الأناضول-. لم تكن هناك كراهية للإفرنج قبل الحروب الصليبيّة ولكنّها عاشت في قلوب المسلمين سواءً وعوا ذلك أم لم يعوه منذ ذلك الحين وهذه الكراهية لعبت دورها في التقلّبات الأخيرة...." (*)
(*) إشارة إلى التغيّرات السياسيّة المواكبة للحرب العالميّة الأولى وخلفيّاتها والنتائج التي ترتّبت عليها.
عبد الرحمن الشهنبدر والتكيّة السليمانيّة ومستقبل المملكة السوريّة
على مائدة عبد الرحمن باشا اليوسف
بؤس بنات عبد الرحمن باشا اليوسف ونسويّة الأمير فيصل
لطيفة خانم عن دمشق ومدارس بنات العهد الفيصلي
جمال باشا يرمّم التكيّة السليمانيّة
Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948.
ʿAbd-ar-Raḥmān aš-Šahbandar, al-Tekīyya al-Sulaymānīyyā et l'avenir de la Syrie chérifienne
Suq al-Ḥamīdīyyā: Histoire Officieuse
La Mosquée des Umayyādes ne parvient pas à impressionner Madame Harry
Où est passé al-Muṣḥaf al-ʿUthmānī?!
Chez ʿAbd ar-Raḥmān Pāšā al-Yūsuf
Jamāl Pāšā restaure al-Tekīyyā al-Sulaymānīyya
No comments:
Post a Comment