Tuesday, August 17, 2021

مجزرة ١٨٦٠ بين الجريمة والعقاب


كتب الكثيرون عن المأساة التي عاشتها دمشق في صيف ١٨٦٠ وتعدّدت الآراء حول خلفيّاتها وبواعثها وإن سلّم الجميع عمليّاً بهولها وشناعتها. لا تخرج الأسطر التالية التي كتبتها الفرنسيّة Myriam Harry بعد سبعين عاماً من المذبحة عن العموميّات مع لمسة روائيّة هنا وهناك:  


"٩ تمّوز ١٨٦٠.


من منّا لا يعرف بسالة جنود عبد القادر الجزائرييّن؟ من منّا لم يسمع عن تدخّلهم المحمود في مجازر دمشق خلال ما يمكن تسميته بسان بارتيليمي الإسلام (*) عندما تردّد النداء إلى ذبح المسيحييّن من مئذنة إلى مئذنة؟ 


جميعنا نعلم كيف انتزع الأمير الشهير على رأس رجاله الشجعان أكثر من ستّة آلاف ضحيّة من براثن الموت ووضعهم تحت حمايته عدّة أيّام في داره في حيّ العمارة العتيق. 


عاد الهدوء بالنتيجة وعاد معه العقاب الذي كاد أن يضاهي الجريمة في دمويّته. عاد المسيحيّون إلى بيوتهم ليروا أعداداً كبيرة من جلّاديهم - قارب عددهم عدد ضحاياهم (**) - مشنوقين على جميع الأعمدة أو متدلّين من كلّابات القصّابين.


فيما يتعلّق بالأمير عبد القادر فقد غادر هذا الزعيم العظيم بيته في ملابس الحداد مكلّلاً بالرماد وحافي القدمين ليعتكف في خلوة في الجامع الأموي ويكرّس روحه للّه كما هو جدير بمسلم ورع بعد أن أدّى واجبه الإنساني على أكمل وجه. "



(*) إشارة إلى مذبحة Saint-Barthélemy في فرنسا عام ١٥٧٢ عندما أبيد البروتستانت بالجملة. 

(**) أعدم فؤاد باشا البعض ونفى البعض الآخر وكان ذلك إلى حدّ كبير لعدم إعطاء أي مبرّر لأوروبا عموماً وفرنسا خصوصاً للتدخّل في شؤون الإمبراطوريّة العثمانيّة وليس وجود الأبرياء بين المحكومين بالأمر المستحيل. مع ذلك القول أن العقاب كان مماثلاً للجريمة في وحشيّته أو كاد مبالغ فيه للغاية. 



 


ميريام هاري في دمشق: الزيارة الثانية


مولد النبي تحت الانتداب الفرنسي


استقبال النساء في بيت محمّد علي العابد


محمّد علي العابد


علم فرنسا يخفق فوق بيت الأمير عبد القادر







Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948. 


Myriam Harry


Dix ans après


Noël islamique sous le Mandat Français


Visite au harem présidentiel


Muḥammad ʿAlī al-ʿAbid


La Maison al-Jazāʾirī arbore les couleurs françaises 


Massacre des chrétiens à Damas

No comments:

Post a Comment