Sunday, August 29, 2021

جميل مردم بك

 


أختم اليوم سلسلة من المنشورات القصيرة بدأتها في التاسع عشر من تمّوز عن كتاب الأديبة الفرنسيّة Myriam Harry "دمشق جنّة الإسلام". شكراً لجميع المتابعين وخصوصاً من ساهم في إغناء الحوار والإشارة إلى بعض المراجع القيّمة. 


يمكن عموماً تصنيف فحوى الكتاب تحت بابين:


 الأوّل مقابلاتها مع بعض من أرفع الشخصيّات السوريّة في ذلك العصر (عبد الرحمن الشهبندر وساطع الحصري والأمير فيصل بن الحسين ومحمّد علي العابد وغيرهم). لا يوجد مبرّر للتشكيك في صحّة ما نقلته عنهم.  

الثاني: ما سمعته من مصادر محليّة وغير محليّة عن تاريخ المنطقة وهنا تختلط الأسطورة مع الحقائق وتتواتر الأخطاء. زوّد توفيق بك طارق والأمير سعيد الجزائري وعديد من الرواة المؤلّفة بمعطيات ما أنزل الله بها من سلطان تبقى على ذمّة الرواة ويتعيّن التعامل معها بقدر غير قليل من الحذر والريبة ما لم تثبت صحّتها من مراجع مستقلّة. 


نأتي الآن إلى تعريب القسم المتعلّق بزيارتها الثالثة والأخيرة إلى دمشق ربيع عام  ١٩٣٩. كانت هذه الزيارة شديدة الاختصار مقارنة مع إقامتها الأولى عام ١٩٢٠ والثانية في مطلع الثلاثينات. أترك لها الكلمة محتفظاً بالتعليقات للحواشي:


"تدرّجت من فندق قصر الشرق في اتّجاه الساحة بعد أن تفرّق المتظاهرون بينما انتشرت ستائر الحديد المسدلة (١) والشرطة على صهوة الخيول أمّا في الأسواق فقد اختلطت تجمّعات الناس مع الدوريّات وحدثت مشاجرات. 


تملّكني الخوف وشرعت بالعودة عندما صادفت جماعة صاخبة في ساحة المرجة حمل بعض من أفرادها صورة مكبّرة لصديقنا جميل مردم بك مسمّرة على عصاً طويلة. مردم بك الإنسان الراقي المرهف الحسّ الذي أمّ باريس في الشتاء المنصرم بغية توقيع الاتّفاقيّة الفرنسيّة - السوريّة (٢) 


- الموت للخائن مردم بك! إيتونا برأسه! تصاعدت الهتافات. 


يا إله العالمين! ناجيت نفسي مترنّحةً. هل ستصبح دمشق مجدّداً حقلاً تهرق فيه الدماء كما يقول الكتاب المقدّس؟ (٣). 


 - لا تمكثي هنا! أنقذي نفسك! إنّهم يقتلون في المدينة. الثورة آتية - قال أحدهم وقد علت وجهه ابتسامة في منتهى الدماثة - وستأتي في أعقابها المملكة العربيّة إن شاء الله! 


عدوت إلى غرفتي وأمسكت حقيبتي وامتطيت عربة ذاهبة إلى بيروت بينما تردّدت خلفي أصداء المدافع ممّا دفع السائق إلى الإسراع بالفرار. 


ثمّ ساد سكون يتخلّله النور وعذوبة السلام. السواقي جارية على طول الطريق وأشجار المشمش مثمرة. 


أوّاه يا دمشقّ! أوّاه يا مدينة فؤادي! هل سأراك ثانية؟ 


استدرت للمرّة الأخيرة نحو المدينة التي تلاشت عن الأنظار وابتهلت من جوارح روحي: "فليحفظ الله جنّة الإسلام!"


آمين! آمين! آمين! - همست أشجار الحور."



 

(١) علّ الإشارة إلى المدرّعات.  

(٢) معاهدة ١٩٣٦ مع حكومة الجبهة الشعبيّة Front Populaire اليساريّة في فرنسا. رفض البرلمان الفرنسي تصديقها لأسباب لا مجال للدخول في متاهاتها هنا ويمكن للمهتّمين الرجوع إلى كتاب ألبرت حوراني "سوريّا ولبنان" الذي يتضمّن مراسلات جميل مردم بك في ملاحقه. هناك أيضاً دراسة سلمى مردم بك (ابنة جميل) "مسعى سوريّا للاستقلال" وعمل فيليب خوري "سوريّا والانتداب الفرنسي". من البدهي أنّ فشل المعاهدة أحرج وضع مردم بك الذي ترأّس الحكومة ١٩٣٦-١٩٣٩. 

(٣) لربّما كان المقصود خراب دمشق الذي تنبّأ به الإصحاح السابع عشر من سفر إشعيا






ميريام هاري في دمشق: الزيارة الثانية


مولد النبي تحت الانتداب الفرنسي


استقبال النساء في بيت محمّد علي العابد


محمّد علي العابد


علم فرنسا يخفق فوق بيت الأمير عبد القادر


مجزرة ١٨٦٠ بين الجريمة والعقاب


الأمير سعيد الجزائري


على مائدة الأمير سعيد الجزائري


أسرة الأمير سعيد الجزائري


ضريح عبد القادر الجزائري


ناعورة جامع ابن العربي


أرناط وستّ الشام: رواية توفيق طارق


قبّة الصخرة وستّ الشام: رواية توفيق طارق


دير صيدنايا وأيقونة العذراء


صلاح االدين وسيّدة صيدنايا


قصر الشرق







Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948. 


Myriam Harry


Albert Hourani. Syria and Lebanon


Philip Khoury. Syria and the French Mandare. Princeton 1987


Salma Mardam Bey. Syria's Quest for Indeopendence. Ithaca 1997. 


Dix ans après


Noël islamique sous le Mandat Français


Visite au harem présidentiel


Muḥammad ʿAlī al-ʿAbid


La Maison al-Jazāʾirī arbore les couleurs françaises 


Massacre des chrétiens à Damas


Saʿīd al-Jazāʾīrī


Maison al-Jazāʾirī


La famille du prince Saʿīd al-Jazāʾirī


Le tombeau d'ʿAbd al-Qādir


La noria d'ibn al-ʿArabī


Renaud de Châtillon et la Dame de Damas


La Dame de Damas à Jérusalem


Justinien et le Couvent de Ṣaydnāyā


Saladin sur le chemin de Ṣaydnāyā


Orient Palace


Jamīl Mardam Bey

No comments:

Post a Comment