اقتبست هذه الصورة العالية الدقّة من أرشيف المستشرق الألماني Ernst Herzfeld الذي عنونها: "التربة الريحانيّة - كتابة مجهولة". الواقع غير ذلك فلا هذه الصورة التي التقطت في مطلع القرن العشرين للتربة الريحانيّة ولا الكتابة مجهولة.
نصّ الكتابة (عن بدران) هو الآتي:
"بسم الله الرحمن الرحيم وقف هذه المدرسة المباركة جمال الدين ريحان بن عبد الله على المتفقّهة بها على مذهب الإمام الأعظم سراج الأمّة أبي حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه ووقف عليها جميع البستان الخراجي المعروف بأرض الحواري والأرض المعروفة بدفّ العنّاب والقرماوي بأرض القطائع والجورتين البرّانيّة والجوّانيّة بأرض الخامس والنصف والثلث من الريحانيّة ومن الإسطبل المعروف بعمارية ببستان بقر الوحش وذلك معروف مشهور فمن بدّله بعدما سمعه فإنّ إثمه على الذين يبدّلونه إنّ الله سميع عليم سنة خمس وسبعين وخمسمائة (*)"
(*) الموافق ١١٧٩-١١٨٠ للميلاد.
نحن إذاً أمام الكتابة التأسيسيّة للمدرسة الريحانيّة الحنفيّة المنسوبة إلى الخواجا جمال الدين ريحان الطواشي خادم نور الدين (وفيّات ٥٩٥ للهجرة = ١١٩٨-١١٩٩ للميلاد). الموقع في محلّة الحريقة غرب المدرسة النوريّة الكبرى. كانت هذه المدرسة مكتباً للأطفال عندما وصفها بدران (وفيّات ١٣٤٦ = ١٩٢٧-١٩٢٨ م) ويبدوا أنّ وضعها استمرّ في التدهور بدلالة سرد العلبي "أمّا الداخل فكان دوراً للفقراء والمشرّدين" إلى أن هدمت مع محيطها عام ١٣٧٥ (١٩٥٥-١٩٥٦ م). قامت مصلحة الآثار بحفظ الحجر الذي يحمل نصّ الوقف وهو اليوم في حديقة المتحف الوطني مع جزيل الشكر للدكتور بسّام ديّوب.
No comments:
Post a Comment