باشرت الأديبة الفرنسيّة Myriam Harry جولة تفقّد على مدارس دمشق برفقة ساطع بك الحصري بزيارة بعض المدارس الابتدائيّة. كان ذلك في النصف الأوّل لعام ١٩٢٠ وأنقل عنها في الأسطر التالية وصف لأحد هذه المدارس:
"أذكر إحدى هذه المدارس الابتدائيّة المختبئة - كما هو الحال في بيوت الشام الأرستقراطيّة - في زاوية دخلة ما. أذكر بحرتها الكبيرة التي ينجبس منها الماء وسط الجدران التي يتناوب فيها اللونان الأبيض والأسود...
هنا نظّمت الصفوف وحلّت مقاعد التلاميذ محلّ الدواوين وقامت الخرائط الجغرافيّة والسبّورة السوداء مقام الخزائن التي أخفت فيها النساء ثياب نومهنّ الشفّافة ودهون الجلد المغرية.
لم يعر الطلّاب المواظبون والمنكبّون على دراستهم أدنى اهتمام لمفاتن ذلك العصر البائد. إنّهم يتيهون فخراً بتعلّم القراءة في كتب تزيّنها صور أوروبيّة ويستعملون للكتابة - عوضاً عن اليراع المصنوع من القصب - أقلاماً ريشاتها فولاذيّة ودفاتر مستوردة من الغرب. أليس من واجبهم اللحاق بالركب بعد أربع قرون من التخلّف؟ ألا يعلمون أنّ مستقبل سوريّا الجديدة يحتاج إلى سواعدهم وأنّ خلاص الوطن المحرّر يعتمد على تعليمهم وعلى قدرتهم على التأقلم مع العادات الحديثة والثياب العصريّة؟
مع ذلك تضفي هذه الثياب التي صنعت في ألمانيا وأغرقت السوق المحليّة مظهراً لا منتمياً وجديراً بالرثاء في هذا الجناح الذي خصّص في الماضي للنساء!
ارتدى كثيرون من التلاميذ كامل كسوتهم واعتمروا طرابيشهم وكوفيّاتهم اتّقاءً للبرد أضف إلى ذلك أنّ آبائهم لا يميّزون حتّى اليوم الثياب الغربيّة ومن هنا ابتياعهم لبنيهم سترات فتيات ومعاطف سيّدات....
إذا استثنينا هذه الهنات فكل شيء على ما يرام. المدرسة نموذجيّة وطلّابها - معظمهم من أولاد زارعيّ الخضار - أولو ذكاء متّقد ويعرفون الكثير ممّا أحار أمامه كالجبر والكيمياء والفلك من علومهم التي استعارتها أوروبّا في أزمنةٍ خلت وقاموا بدورهم باستردادها في حلّتها الجديدة."
عبد الرحمن الشهنبدر والتكيّة السليمانيّة ومستقبل المملكة السوريّة
على مائدة عبد الرحمن باشا اليوسف
بؤس بنات عبد الرحمن باشا اليوسف ونسويّة الأمير فيصل
Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948.
ʿAbd-ar-Raḥmān aš-Šahbandar, al-Tekīyya al-Sulaymānīyyā et l'avenir de la Syrie chérifienne
Suq al-Ḥamīdīyyā: Histoire Officieuse
La Mosquée des Umayyādes ne parvient pas à impressionner Madame Harry
Où est passé al-Muṣḥaf al-ʿUthmānī?!
Chez ʿAbd ar-Raḥmān Pāšā al-Yūsuf
No comments:
Post a Comment