كتبت الأديبة الفرنسيّة Myriam Harry عن هذه المناسبة الأسطر التالية:
"أغلقت الدكاكين بمناسبة العيد وحوّل أصحاب المتاجر الفضاء أمام دكاكينهم إلى ردهات استقبال. أخرج الباعة مقاعدهم المخمليّة المرصّعة بالصدف بألوانها الحمراء والفستقيّة حسب الطراز الحديث وصفّوها حول طاولات ناحلة مطعّمة تتبع بدورها آخر صيحات الموضة. ترى فوق هذه الطاولات أزهاراً اصطناعيّةً وآنيةً صينيّةً ومصابيح مضيئةً.
جلس الحضور على هذه الأرائك وأصابعهم تلعب بحبّات مسابحهم يدخّنون الأركيلة ويقضمون الحلويّات ليهبّوا على أقدامهم كلّما أتى وافد جديد ويمطرونه بالتحيّات والمجاملات على الطريقة الشاميّة.
الأعلام قليلة في هذا العيد ولسنا على ذلك بآسفين إذ أنّ العلم السوري الجديد في منتهى القبح: غطّى الشطر الأكبر منه لون أزرق باهت يتحوّل إلى أبيض بمجرّد أن ينعرّض للشمس بينما تحتلّ راية فرنسيّة صغيرة إحدى الزوايا أمّا المركز فتشغله بقعة دائريّة كبيرة يفترض أنّها حلّ وسط بين الهلال والصليب (*).
في كلّ الأحوال اقتصر رفع هذا العلم على التجّار المسيحييّن الذين شاركوا - تعاطفاً منهم - أقرانهم المسلمين في الاحتفال بهذا العيد. بالمقابل يحتفل المسلمون بدورهم - في تعاطف مماثل - يعيد ميلاد بيت لحم وبالتالي هناك الكثير من أيّام البطالة سببها الودّ المتبادل في دمشق".
(*) يفترض أنّ المؤلّقة تتحدّث هنا عن زيارتها في مطلع الثلاثينات ولكن وصف العلم ينطبق بالأحرى على دولة دمشق في مطلع العشرينات.
ميريام هاري في دمشق: الزيارة الثانية
Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948.
Noël islamique sous le Mandat Français
No comments:
Post a Comment