- الأميرة في انتظارك! قال لي الأمير سعيد.
عبرت الجسر على بردى عائدة إلى بيت الجزائري في حيّ العمارة وثمّة صعدت إلى الطابق الأوّل حيث استقبلتني - في غرفة مفروشة على الطراز الحديث - امرأة شابّة عذبة الابتسامة لون عينيها أزرق مخضرّ وثيابها وفق آخر صيحات الموضة.
لم تشارك هذه السيّدة زوجها حماسه فيما يتعلّق بالشام والسبب أنّها اعتادت على القاهرة واسطمبول وباريس.
- كم هي حزينة ورطبة مدينة دمشق! ما أبشع ملاءات النساء السوداء!
ثمّ دخلت ثلاث فتيات صغيرات جميلات اثنتان منهنّ أقرب إلى الشقراوات والثالثة شديدة الاسمرار نحاسيّة اللون. تفرّست هذه الأخيرة في وجهي بعينين داكنتين شابتهما الكآبة.
- إنّها ابنة الأمير عمر (*) ... هل تعرفين؟
أرادت الأميرة أن تبدّد الحزن الذي بدأ يتملّكني أنا أيضاً في هذه الحجرة المنعزلة حيث يسمع أنين بردى:
- هيّا يا عزيزاتي. أنشدن الأغنية الجميلة الني تعلّمتنّها... البنات يدرسن لدى راهبات الفرنسيسكان ويستمتعن هناك كثيراً...
أمسكت الفتيات أيدي بعضهنّ وشكّلن دائرة وباشرن الرقص والغناء:
- ارقصن أيّتها البنيّات ودرن,
- تضحك الغابات عندما ترى كم أنتنّ لطيفات!
لم تشغلني هذه الرقصة الطفوليّة الساحرة ولا غناء أميرات الشام الصغيرات لأبيات شاعر فرنسا Victor Hugo عن متابعة مجرى بردى المتقلّب في طريقه إلى ساحة المرجة حيث رأيت فيما يشبه المنام طيف الأمير عمر يتأرجح من حبل المشنقة.....
(*) ابن الأمير عبد القادر الجزائري. شنق في ساحة المرجة بأمر من جمال باشا.
ميريام هاري في دمشق: الزيارة الثانية
مولد النبي تحت الانتداب الفرنسي
استقبال النساء في بيت محمّد علي العابد
علم فرنسا يخفق فوق بيت الأمير عبد القادر
مجزرة ١٨٦٠ بين الجريمة والعقاب
على مائدة الأمير سعيد الجزائري
Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948.
Brigid Keenan & Tim Beddow. Damascus: Hidden Treasures of the Old City. Thames & Hudson 2000 (photo).
Noël islamique sous le Mandat Français
La Maison al-Jazāʾirī arbore les couleurs françaises
La famille du prince Saʿīd al-Jazāʾirī
No comments:
Post a Comment