Monday, August 30, 2021

Ernst Herzfeld 1879- 1948

 


ترك المستشرق الألماني Herzfeld العديد من الأبحاث وألوفاً من الصور التاريخيّة للشرقين الأدنى والأوسط مع تركيز خاصّ على إيران. أنوي في الأسابيع القليلة المقبلة مشاركة مختارات من أرشيفه الضوئي لمدينة دمشق مع تزويد رابط كل صورة لمن يريد مراجعتها في موقع Smithsonian.   


صورة اليوم لنقش كتابيّ يونانيّ على الحجر عليه الكثير من إشارات الاستفهام:


- هل لا يزال موجوداً؟ وإذا كان الأمر كذلك فأين؟ 

- ما هي أبعاده وأبعاد ووزن الحر الذي حفر عليه؟ 

- هل قام Herzfeld أو غيره بمحاولة تحقيق الكتابة وترجمتها؟ بعبارة ثانية ما هو موضوع الكتابة ومتى نقشت؟ نوعيّة الصورة جيّدة للغاية ومن السهل على الأخصّائييّن فكّ طلاسمها من ناحية المبدأ.

- أين التقطت الصورة؟ المصدر يحدّد الموقع في قلعة دمشق ولكن من تجارب سابقة من أرشيف Herzfeld ليس هذا بالضرورة صحيحاً وهناك ما يشير إلى أنّ الصور المتوافرة تشكّل مادّة شديدة الغنى للدراسة لم يتمّ استغلالها على الوجه الأفضل إلى اليوم.  

- ما هو تاريخ الصورة؟ المصدر يحدّد فترة بين الأعوام ١٩٠٨ - ١٩١٤ ولكن معظم - إن لم يكن جميع - صور Herzfeld عن دمشق تحمل نفس التاريخ وقد ثبت لي في حالة العادليّة على الأقلّ أنّه غير دقيق وإن أمكن إرجاع اللقطات إلى الربع الأوّل من القرن العشرين. 


ما استطعت جمعه من المعلومات هو الآتي:


- الصورة بلّورة سلبيّة glass negative بالأبيض والأسود بأبعاد ١٣ x ١٨ عشير المتر (قياس موحّد لجميع الصور).  

- رافقت ملاحظات مدوّنة بخطّ اليد هذه الصورة تشير إلى كونها كتابةً يونانيّةً من قلعة دمشق ولكنّي لم أنجح بالعثور على هذه الكتابات. 

- ما تبقّى معلومات تتعلّق بالتصنيف: الملفّ ورقم التسلسل وهلمّجرّا. 


بالطبع لا يعني وجود كتابة يونانيّة على حجر أو أحجار القلعة أنّها تعود إلى العهد اليوناني وغاية ما نستطيع توكيده أنّ بداياتها كانت في أواخر القرن الحادي عشر والعهد السلجوقي وأنّها بشكلها الحالي وليدة مطلع القرن الثالث عشر والعصر الأيّوبي. هناك من ارتأى دون برهان مقنع أنّ حصناً castrum رومانيّاً تواجد على موضعها قديماً. التفسير الأفضل للكتابة هو بكل بساطة أنّ الحجر أخذ من مكان آخر ليعاد استعماله في القلعة ويعتقد الخبراء أنّ معبد المشتري الخارجي peribolos كان بمثابة "مقلع حجارة" لأبنية لاحقة أهمّها القلعة.







حاشية: النقش اليوناني اليوم في حديقة المتحف الوطني مع جزيل الشكر للدكتور عبد الرزّاق معاذ عن الأستاذة Annie Sartre Fauriat. النصّ:


ἐπὶ τῶν περὶ Ἀντωνιανὸν Παυσανίαν τὸν ἐργε[πιστάτην] ἱεροταμιῶν τὸ γάμμα ἀπὸ τοῦ παλαιοῦ τείχους [μέχρι καὶ] τῆς ἁμαξηλάτου εἰσόδου ἐθεμελιώθη ᾠκοδομήθ[η τε] ἐκ τῶν τοῦ κυρίου Διὸς ἔτους βυʹ



"Sous Antoninianos Pausanias, le surveillant des travaux publics des trésoriers sacrés, a été construit le gamma depuis les anciens murs et l’entrée de la voie charretière, aux frais du seigneur Zeus en l’an 402 ». (339-340 ap. J.-C.)"



تمّ بناء الغامّا (*) تحت إشراف أنطونينيانوس بوسانياس ناظر الأشغال العامّة لأمناء الخزائن المقدّسة بداية من الجدران العتيقة ومدخل طريق العربات على نفقة الربّ المشتري عام ٤٠٢ (**).


(*) إضافة لمعبد المشتري الخارجي Peribolos على أضلاع زاويته الشماليّة الغربيّة بشكل حرف غامّا اليوناني Γ.

(**) الموافق ٣٣٩-٣٤٠ للميلاد. 




Ernst Herzfeld Papers

No comments:

Post a Comment