Monday, August 9, 2021

ضيافة سليل النبي

 


قابلت الأديبة الفرنسيّة Myriam Harry في دمشق عام ١٩٢٠ عدداً من نخبة أعيان المدينة كما رأينا: عبد الرحمن الشهبندر وعبد الرحمن اليوسف وساطع الحصري ومحمّد كرد علي وغيرهم. علّ المقابلة الأكثر أهميّة كانت مع الأمير فيصل الذي أسمته "سليل النبي" والذي تناولت طعام الغذاء على مائدته كجزء من المهمّة التي أوكلها إليها الجنرال هنري غورو. فلنستمع إلى وصفها لهذا اللقاء: 


"يقع مقرّ إقامة الأمير فيصل (*) على سفوح قاسيون فن منتصف الطريق إلى الصالحيّة - شانزليزيه دمشق -. طراز البيت اسطمبولي وجدرانه رقيقة دهنت على الطريقة الأوروبيّة وفتحت عبرها نوافذ مسطّحة لا تعدّ ولا تحصى. يمكن التعرّف على المكان بواسطة الراية الشريفيّة فوقه.


الكولبا خالية من حارسها ولا يوجد أي خفير  حول القصر وهذا من سمات البساطة والثقة المميّزة لرؤساء العشائر. صعدت الدرج إلى الطابق الأوّل الذي كان أيضاً شاغراً وكأنّ من فيه منصرفين إلى صلاة الظهر أو القيلولة. أخيراً وجدت سكرتيراً درس القانون في الحيّ اللاتيني في باريس. دخلت وراءه إلى ردهةٍ مفروشةٍ وفقاً للموضة الدمشقيّة الجديدة: مقاعد مطعّمة بالصدف عالية وغير مريحة مقارنة مع المقاعد الواطئة الطريّة التي استعملت في الماضي؛ سجاجيد عجميّة ممدودة على الأرض الممهّدة؛ صور مكبّرة مؤطّرة بالزغب الأحمر للملك حسين (**) وإبنيه علي وعبد الله على وجوههم علامات الوقار والكبرياء.


كان الأمير فيصل - كما رأيته أوّل مرّة - نبيلاً بشوشاً أهيف القدّ زاد في نحوله المعطف الأسود الأوروبي الذي استعاض به عن ردائه العربي الفضفاض ولكنّه احتفظ بالعقال المذهّب الذي توّج جبينه الفخور وثبّت طيّات الحطاطة التي تدلّت منها شراشيب طويلة.


أزاح الأمير جانبيّ غطاء رأسه عندما جلسنا حول المائدة وطوى النسيج تحت العقال لتتجلّى سحنته جانبيّاً مع لحيته المشذّبة الدائريّة وقوسيّ حاجبيه الرائعين المتّصلين: جلال يعجز عنه الوصف أقرب ما يكون لأحد ملوك الأخمينييّن."


للحديث بقيّة. 




(*) قصر عثمان نوري باشا وحاليّاً السفارة الفرنسيّة: اقتبست الصورة الملحقة عن الصديق الغالي الأستاذ أسامة مهدي الحفّار

(**) شريف مكّة حسين بن علي.





مريام هاري في دمشق


جنّة الإسلام


غورو يستقبل فيصل  


توفيق بك طارق


عبد الرحمن الشهنبدر والتكيّة السليمانيّة ومستقبل المملكة السوريّة 


سلطان الأطرش


سوق الحميديّة: تاريخ بديل


مصير المتحف العثماني


عبد الرحمن باشا اليوسف


على مائدة عبد الرحمن باشا اليوسف


بؤس بنات عبد الرحمن باشا اليوسف ونسويّة الأمير فيصل 


ساطع بك الحصري


نموذج لمدارس دمشق الفيصليّة 


مريام هاري تتفقّد مكتب عنبر


لطيفة خانم عن دمشق ومدارس بنات العهد الفيصلي


جمال باشا يرمّم التكيّة السليمانيّة 


محمّد كرد علي


جوّانا أميرة إنجلترا والملك العادل أبو بكر بن أيّوب


ريكاردوس قلب الأسد يطب يد ستّ الشام


قطز وكوتوزوف وسلطان الأزهار




 




Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948. 


Myriam Harry


Rencontre Fayçal - Gouraud


Toufik Tarik Bey


ʿAbd-ar-Raḥmān aš-Šahbandar, al-Tekīyya al-Sulaymānīyyā et l'avenir de la Syrie chérifienne


Sulṭan al-Aṭraš


Suq al-Ḥamīdīyyā: Histoire Officieuse


La Mosquée des Umayyādes ne parvient pas à impressionner Madame Harry


Où est passé al-Muṣḥaf al-ʿUthmānī?!


ʿAbd ar-Raḥmān Pāšā al-Yūsuf


Chez ʿAbd ar-Raḥmān Pāšā al-Yūsuf


Princesses Kurdes


Sāṭiʿ Bey al-Ḥuṣrī


Une école modèle


Maktab ʿAnbar 1920


Du Caire à Damas


Jamāl Pāšā restaure al-Tekīyyā al-Sulaymānīyya


Muḥammad Kurd ʿAlī


Jeanne d'Angleterre épouserait-elle al-Malik al-ʿAdil?


Sitt aš-Šām 💔 Richard Cœur de Lion


Quṭuz, Koutouzov et le Sultan des Fleurs


Déjeuner chez le descendant du prophète




No comments:

Post a Comment