تعرّضت سابقاً إلى مشروع سياسي لإيجاد حلّ سلمي للحروب الصليبيّة تلخص في محاولة ريكاردوس قلب الأسد التي لم يكتب لها النجاح تزويج أخته جوّانا من الملك العادل - أخو صلاح الدين -. احتجّ عدد من السادة الكرام على الفيسبوك أنّ هذا مستحيل واعتبروا ذلك انتقاصاً منّي لمكانة الملك العادل أو أكاذيب روّجتها مصادر غربيّة مشبوهة وانتهى بي الأمر إلى حذف المنشور في إحدى المجموعات على الأقلّ تجنّباً للجدل والإحراج وإن أبقيته على صفحتي. القصّىة حقيقيّة وموجودة في عدد من المصادر التاريخيّة والتحقّق منها من الهنات الهيّنات في العصر المعلوماتي. أعيد روايتها اليوم بنكهة مختلفة تشوبها مبالغات وأفاويه توفيق طارق أحد روّاد الفنّ التشكيلي في سوريّا. نقلت الفرنسيّة Myriam Harry عن توفيق بك ما يلي:
"كان حيّ الكلّاسة في عهد صلاح الدين مقرّاً لأرستقراطيّة دمشق العربيّة والمدارس الدينيّة...أهمل الأتراك بعد أن فتحوا بلاد الشام حضارة العرب واختلسوا أموال الأوقاف لمصالحهم ومصالح ذويهم ولم تحظ الأوابد بالترميم المطلوب وهكذا آل الحيّ شيئاً فشيئاً للتداعي إلى أن أجهز حريق الجامع الأموي (١٨٩٣) عليه ودمّر جمال باشا ما تبقّى منه بهدف بناء حديقة عامّة في مكانه.....
- كان الملك العادل رجلاً ذو جمال أخّاذ وإن لم يملك شعراً إلّا في ذقنه - ِشأنه في ذلك شأن أخيه صلاح الدين -. علاوة على ذلك كان مثقّفاً إلى أبعد الحدود وصديقاً للشعراء وشاعراً أيضاً. عانى العادل من حساسيّةٍ لعطر الورد الذي سبّب له نوعاً من السعار ومنه لجوئه في موسم الأزهار إلى خلوة في معسكر بعيد عن بساتين دمشق التي لا يعود إليها حتّى تقطف آخر وردة وتقطّرآخر قارورة عطر. تعرفين أنّه كان سيتزوّج أخت ريكاردوس قلب الأسد التي أغرمت بالفارس الشرقي الشديد الوسامة (*) وتمّ حضير كلّ لوازم القران ولكنّ أساقفتك (أي أساقفة السيّدة Harry أو بالأحرى أساقفة الإفرنج) عارضوا هذا الزواج.
- خسارة كبيرة أنّ سلطاناً مرهف الحسّ إلى هذه الدرجة لم يتحالف مع الإفرنج! أجابت السيّدة Harry. لربّما غير هكذا زواج وجه العالم وتكامل عل إثره الشرق مع الغرب عوضاً عن الاقتتال.
- نعم. كان ذلك سهلاً وقتها رغم أنّ العرب اعتبروا الإفرنج من الهمج - أجاب توفيق طارق -. كان أولاد صلاح يصيحون هلعاً لدى رؤية خيّالة الإفرنج مستعبدين (في الأسر) في الوقت الذي تماثلت فيه ثيابهم وشاركوا العرب نفس قيم الفروسيّة..."
(*) لا أعتقد أنّ جوّانا رأت العادل في حياتها ومن المشكوك فيه أنّها أغرمت به اللهمّ إلّا إذا كان ذلك على السماع. هناك أكثر من مرجع يؤكّد أنّها كانت ضدّ هذا الزواج جملة وتفصيلاً.
عبد الرحمن الشهنبدر والتكيّة السليمانيّة ومستقبل المملكة السوريّة
على مائدة عبد الرحمن باشا اليوسف
بؤس بنات عبد الرحمن باشا اليوسف ونسويّة الأمير فيصل
لطيفة خانم عن دمشق ومدارس بنات العهد الفيصلي
جمال باشا يرمّم التكيّة السليمانيّة
Myriam Harry. Damas, jardin de l'Islam. J. Ferenczi & Fils 1948.
ʿAbd-ar-Raḥmān aš-Šahbandar, al-Tekīyya al-Sulaymānīyyā et l'avenir de la Syrie chérifienne
Suq al-Ḥamīdīyyā: Histoire Officieuse
La Mosquée des Umayyādes ne parvient pas à impressionner Madame Harry
Où est passé al-Muṣḥaf al-ʿUthmānī?!
Chez ʿAbd ar-Raḥmān Pāšā al-Yūsuf
Jamāl Pāšā restaure al-Tekīyyā al-Sulaymānīyya
No comments:
Post a Comment