Friday, June 24, 2022

حجّ البيت ودمشق في العهد العثماني



 يمكن اعتبار الحجّ إلى مكّة أهمّ موارد المدينة الاقتصاديّة حتّى نهاية القرن التاسع عشر. 


تركّز كلّ ما يتعلّق بتجارة الحجّ على طريق مكّة كما هو متوقّع وتطوّر سوق خارج باب المدينة الغربي على حافّة الخندق دعي السنانيّة (نسبة للجامع الذي بناه سنان باشا إلى جواره) قصده المسافرون والقوافل والفلّاحون المتاجرون بالقمح والبدو ممّن يؤجّرون جمالهم. احتوت هذه السوق على كلّ ما يلزم هؤلاء من الثياب الخاصّة والنعال ولوازم الخيام والأكياس والخروج وهلمّجرّا.


اختلطت صوامع القمح (البوايك) مع الترب المملوكيّة دون مراعاة للتسلسل على طول الطريق إلى الحجاز وإلى حوران الغنيّة بالحبوب وشكّلت ضاحيةً على امتداد ثلاثة كيلومترات بعد أن امتصّت قرية القبيبات حيث زرع القرويّون الخضار. أطلق على هذه الضاحية اسم الميدان نسبةً إلى ميدان الحصى بمحاذاتها أمّا عن نهايتها الجنوبيّة حيث يغادر الحجيج المدينة نحو الحرمين الشريفين فقد سمّيت باب الله. سكّان الميدان خليط من تجّار القمح وأبناء الريف والبدو ومن تعلّق بهم حصراً ومن الطبيعي أن يتواجد سوق الجمال في بداية هذه الضاحية المختصّة ملاصقاً لها أمّا سوق الخيل فقد قلّت أهميّته وتوسّعت الأسواق المجاورة على حسابه بخطىً وئيدة. 


أصبحت دمشق بمنأى عن المناطق الحدوديّة في ظلّ الإمبراطوريّة العثمانيّة المترامية الأطراف وبالتالي عصيّةً على الأعداء الخارجييّن ونتيجةً لذلك تجاوز الزمن تحصيناتها وامتدّت البيوت إلى السور وطمر خندق المدينة بالتدريج تحت القاذورات المتراكمة. طالت يد الإهمال القلعة التي شغرت اللهمّ إلّا من حفنة من الرجال المتبطّلين ومع ذلك احتفظت بأهميّةٍ معيّنة وكان لها حاكمها الخاصّ المسؤول مباشرة أمام السلطان - كما في عهد المماليك - وبالتالي كانت بمثابة رمز للسلطة الإمبراطوريّة وشكّلت تهديداً دائماً للباشا والي المدينة الذي اتّخذ السرايا خارج السور مقرّاً له مع دواوينه.   


من الطبيعي أن تجذب السرايا أعيان الأتراك وتغريهم بالسكن قربها وهكذا تشكّلت ضاحية القنوات على طول قنطرة الماء الرومانيّة. توسّعت كذلك ضواحي السويقة والعقيبة وسويقة صاروجا تحت تأثير النشاط الذي عمّ المدينة وكذلك كان الأمر في الصالحيّة التي تلقّت دفعةً جديدةً من المستوطنين الأكراد. بنيت دور جميلة في حيّ باب توما الذي قصده قناصل أوروبّا ومبشّروها وتجّارها للاستقرار بين أبناء دينهم.






فؤاد إفرام البستاني. دمشق الشام. المطبعة الكاثوليكيّة






عبّاسيّون وفاطميّون


أتابكة وأيّوبيّون


بناء قلعة دمشق


عهد المماليك


عظمة وانحطاط إمبراطوريّة المماليك 







Jean Sauvaget. Esquisse d'une histoire de la ville de Damas. Revue des Études islamiques, 1934, p. 422-480.


No comments:

Post a Comment