Friday, June 17, 2022

أحياء الشام في القرون الوسطى

 


الصورة لأحد أبواب حارات دمشق في مطلع ثلاثينات القرن الماضي عن Sauvaget والنصّ أدناه تعريب من نفس المصدر:


من الناحية الطبوغرافيّة، تميّز الحيّ جذريّاً في القرون الوسطى عن الجزيرة insula اليونانيّة - الرومانيّة. اعتمد السير في المدينة والوصول إلى بيوتها على نفس الشوارع القديمة بيد أنّ عدد الطرقات الرئيسة التي تسمح بالتنقّل دون عوائق تناقص ولم يعد بالإمكان استعمال هذه الطرقات مباشرةً إلى البيوت. اشتقّت من شرايين المدينة الرومانيّة دروب وحارات وأصبح لهذه الحارات أبواب تغلق بعد غروب الشمس وأحياناً على الدوام (في أوقات القلاقل) . تشعّبت هذه الدروب بدورها إلى دخلات وأزقّة لها أيضاً أبوابها وعليها تفتح أبواب البيوت. أطلّت البيوت على الأزقّة بواجهتها (إذا جاز التعبير) الخلفيّة الصمّاء أمّا عن دخول المنزل فتعيّن لذلك ولوج باب الحارة أوّلاً وباب الزقاق ثانياً ثمّ باب الدار. استطاع الأهالي بواسطة هذه السلسلة من العقبات - أضف إليها تضامن وتكافل سكّان الحيّ - الحصول على أمن نسبي. 


تبدو المدينة - لمن يتأمّل الأسلوب الذي تجمّعت فيه البيوت - فسيفساء من الأحياء لا رابط بينها ولا تنسيق ينظّمها.








فؤاد إفرام البستاني. دمشق الشام. المطبعة الكاثوليكيّة


بعد سقوط الأموييّن


باب الحارة




Jean Sauvaget. Esquisse d'une histoire de la ville de Damas. Revue des Études islamiques, 1934, p. 422-480.


No comments:

Post a Comment