Wednesday, June 15, 2022

جامع الوليد




عن Jean Sauvaget. 


تزايد عدد المسلمين في دمشق كثيراً في العهد الأموي ولعب أكثر من عامل دوره في هذه الزيادة: من الذمييّن من اعتنق الدين الجديد عن قناعة ومنهم عن طموح وعلّ الدافع الأهمّ كان التهرّب من الجزية الثقيلة المفروضة عليهم والرغبة في التخلّص من وضعهم الدوني تحت الإسلام. بالنتيجة لم يعد مسجد الصحابة الذي بناه الفاتحون كافياً لحاجة الأمّة الإسلاميّة في العاصمة ومنه الحاجة لبناء مسجد أكبر وأقلّ تقشّفاً خصوصاً مقارنةً مع الكنائس الرائعة التي امتلكها المسيحيّون في سوريّا. 


واجهت الوليد بن عبد الملك، أحد أعظم بناة السلالة الأمويّة، معضلة صعبة عندما عقد عزمه على بناء الجامع: لم يكن في المدينة المكتظّة حتّى الثمالة داخل السور أي مكان خالٍ يصلح للمشروع باستثناء ساحتها (agora اليونانيّة أو رحبة خالد بن أسيد) حيث يجتمع السوق أسبوعيّاً يوم الأحد أمّا عن معبد المشتري الخارجي téménos (١) فقد غزته بيوت المسلمين شيئاً فشيئاً نظراً لقربه من مسجد الصحابة ورغبةً منهم في العيش بين ظهرانيّ ابناء دينهم. إذاً تمركز المسلمون في وحول المعبد ولم يكن سهلاُ أو مناسباً - والحال كذلك - نقلهم بالجملة إلى مكان آخر. بناءً على هذه الاعتبارات اتّخذ الوليد القرار الوحيد المنطقي من الناحية العمليّة فصادر - ضارباً عرض الحائط بالاتّفاقيّات السابقة - كنيسة يوحنّا المعمدان ولكنّه ردّ مقابلها إلى المسيحييّن عدداً من أماكن العبادة المهجورة. 


بالنتيجة بدأ بناء ما سيدعى الجامع الأموي بامتياز عام ٧٠٥ للميلاد في الموقع الذي احتلّه مسجد الصحابة والمنطقة المجاورة له. أراد الوليد أن يكون هذا الصرح الجديد جديراً بعظمة إمبراطوريّته.  







(١) بالأحرى péribole. 






فؤاد إفرام البستاني. دمشق الشام. المطبعة الكاثوليكيّة




Jean Sauvaget. Esquisse d'une histoire de la ville de Damas. Revue des Études islamiques, 1934, p. 422-480.


Mosquée al-Walīd


No comments:

Post a Comment