التسمية من كتاب العهد القديم. هناك خلاف على هويّة نهريّ دمشق وأغلب المصادر تقول أنّ أبانا هو بردى أمّا فرفر فهو الأعوج. للفرنسي Sauvaget رأي مختلف كما نستشفّ من الأسطر التالية:
لدينا - بفضل الكتاب المقدّس - معلومات دقيقة عن السؤال الجوهري المتعلّق بكيفيّة تزويد دمشق باحتياجاتها من الماء. يروي الإصحاح الخامس من سفر الملوك الثاني قصّة نعمان الأبرص (١) ويذكر في هذا السياق "أبانة وفرفر نهرا دمشق".
لا بدّ من كون نهر أبانا = بانياس أحد الأقنية التي تزوّد قسماً من المدينة القديمة بالمياه الجارية. دعى العرب هذه القناة في الماضي باناس وهي توافق نقل التسمية في الكتاب المقدّس إلى اللغة اليونانيّة. من ناحية ثانية بانياس أقصر فروع بردى وأسهلها شقّاً وبالتالي فمن المنطقي أن يكون أقدمها ناهيك عن كونه مصدر مياه معبد دمشق الآرامي.
لا بدّ إذاً أن يكون فرفر = بردى نفسه بدلالة اسمه الذي يوحي بالحركة النشيطة والتدفّق أو الفوران وكأنّه طائر تخفق أجنحته أو فراشة ترفرف في الهواء.
من المؤكّد أيضاً أنّ قناة أو نهر تورا الذي يتفرّع على خاصرة الجبل قبل خانق الربوة قديم للغاية بدلالة تسميته الآراميّة "الثور". هذا النهر هو الأكثر أهميّةً في اقتصاد الواحة الزراعي إذ يستأثر في البداية بأربعة عشر قيراطاً من الإجمالي (٢٤) ويروي أكثر من ستّمائة هكتار.
(١) بالأحرى نعمان المجذوم.
فؤاد إفرام البستاني. دمشق الشام. المطبعة الكاثوليكيّة
No comments:
Post a Comment