لعبت القوافل دوراً جوهريّاً في حياة دمشق الاقتصاديّة ممّا استلزم بناء العديد من الخانات التي كانت للتجّار الغرباء بمثابة نزل للإقامة إلى جانب دورها كمستودع entrepôt تشحن البضائع منه وإليه. احتفظت الخانات الأقدم بالتوزيع المألوف في سوريّا: صحن مركزيّ غير مسقوف عادةً مربّع الشكل تحيط به أروقة مقنطرة تتواجد فيها الحوانيت والإسطبل أمّا الطابق العلوي فمخصّص للمبيت.
عدّل هذا المخطّط التقليدي اعتباراً من القرن الثامن عشر (ولربّما السابع عشر) عندما تقلّصت مساحة الصحن المركزي وغطّي بالقباب ليتحوّل إلى قاعة كبيرة تودع فيها البضائع بمأمن من تقلّبات الطقس. هذا الطراز الجديد (١) في بناء الخانات مميّز لدمشق تحديداً ويشهد أنّ الخان أصبح أحد عناصر مركز التجمّع السكّاني الحيّة الناشطة.
المخطّط الملحق لخان سليمان باشا العظم أو خان الحماصنة.
(١) ميّز عبد القادر ريحاوي بين خانات المدن المقبّبة والخانات-محطّات القوافل على الطرقات بين المدن التي هي أقرب لوصف المستشرق الفرنسي للخانات الأقدم.
فؤاد إفرام البستاني. دمشق الشام. المطبعة الكاثوليكيّة
عظمة وانحطاط إمبراطوريّة المماليك
حجّ البيت ودمشق في العهد العثماني
No comments:
Post a Comment