Monday, June 6, 2022

نهر بردى

 


ينبع بردى من جبال لبنان الشرقيّة على ارتفاع ألف ومائة من الأمتار عن سطح البحر ويتدفّق في وادٍ ضيّقٍ ومنه إلى السهل ليتبدّد في القفار وفي قاع حوض لا منفذ منه حيث يشكّل أراضٍ سبخة واسعة الامتداد. 


بردى في أعلى مساره سيل هادر بارد المياه وهذا بفضل ارتفاع وشكل الوادي في الشمال والغرب. هذا السيل سيجفّ حتماً في معظم أشهر السنة لولا رفده من نبع الفيجة الغزير على بعد عشرين كيلومتراً قبل وصوله إلى دمشق. يقدّر إسهام هذه العين في الأشهر التي ينخفض فيها مستوى النهر بخمسة أمتار مكعبة في الثانية وتضمن هذه المياه التي لا تنضب حياة النبات والحيوان وبالنتيجة وسطاً ملائماً لحياة الإنسان في هذا الإقليم الشحيح الأمطار. مع ذلك ما كان لهذا الوادي أن يتجاوز في اتّساعه شريطاً أخضر في قلب البوادي الملتهبة لولا تدخّل الإنسان الذي استنبط نظاماً عبقريّاً للتروية جرّ فيه المياه بعيداً عن سرير النهر ووفّر بهذه الطريقة للأرض العطشى الرطوبة الضروريّة لإحيائها وإخصابها ومن ثمّ زراعتها. خلق نظام التروية هذا واحة اصطناعيّة ممتدّة على طول عشرين كيلومتراً. 


مناخ المنطقة موائم لمحاصيل حوض المتوسّط (القمح والزيتون والكروم والرمّان) ولكن ما يميّز دمشق - بفضل وفرة مياهها - نباتات نراها عادةً في الأقاليم الشماليّة حيث تتوافر الرطوبة الكافية. تشكّل هذه النباتات (المشمش والجوز والأكيدينيا والحور والصفصاف والدلب) معظم مزروعات المدينة ومحيطها.  شتاء دمشق القاسي وارتفاعها لا يناسبان زراعة البرتقال ونخيل التمر.






فؤاد إفرام البستاني. دمشق الشام. المطبعة الكاثوليكيّة


دمشق: الموقع


مناخ مشق





Jean Sauvaget. Esquisse d'une histoire de la ville de Damas. Revue des Études islamiques, 1934, p. 422-480.



No comments:

Post a Comment