Wednesday, June 8, 2022

بدايات دمشق

 


تعود الصورة الملحقة عن Jean Sauvaget إلى منتصف ثلاثينيّات القرن الماضي. الأسطر التالية تعريب عن نفس المصدر: 


لا نملك بطبيعة الحال معطيات مؤكّدة من أي نوع عن العصر الذي شهد تأسيس المدينة ولا عن الظروف التي واكبت هذا التأسيس. 


ظهرت دمشق كمركز اقتصادي وسياسي هامّ  في النصوص المصريّة والآشوريّة وهي أقدم ذكر لها. استمدّت المدينة مكانتها من الثراء الاستثنائي للواحة المحيطة بها وارتبط هذا الثراء بعرىً وثيقةً مع الريّ ولولاه ما كان من الممكن الحصول على النبات على مدار السنة في أرض تسفعها الشمس ثلاثة أرباع العام. لا بدّ إذاً من التسليم أنّ الغالبيّة العظمى من فروع النهر - التي سمحت بتكوين الواحة - كانت موجودةً منذ منتصف الألف الثاني قبل الميلاد سواءً بخطوطها العامّة أو جزئيّاً على الأقلّ.   


لنفكّر الآن كم كانت أدوات الإنسان بدائيّةً آنذاك (الحجر والخشب والشبه أو البرونز على نطاق محدود) ومدى تعقيد شبكة الريّ التي يتطلّب مفهومها فحسب معرفةً معيّنةً في القوانين الأساسيّة لعلوم الآليّة - المائيّة (الهيدروليكّة hydraulique). لنحاول الآن تقدير عدد القرون التي انصرمت قبل أن يكتسب الإنسان المعارف والأدوات الضروريّة لخلق اشتقاقات النهر. لا بدّ - نظراً لهذه الاعتبارات - من كون الرخاء الاقتصادي للمدينة وعظمتها في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، ثمرة عمل دؤوب ومتواصل عبر آلاف السنين ونتيجة تطوّرٍ بطيء وطويل.








فؤاد إفرام البستاني. دمشق الشام. المطبعة الكاثوليكيّة








Jean Sauvaget. Esquisse d'une histoire de la ville de Damas. Revue des Études islamiques, 1934, p. 422-480.

No comments:

Post a Comment