ما كتب عن أطلال مدينة دورا أوروپوس عموماً وعن كنيسها خصوصاً باللغة العربيّة أقلّ من القليل رغم وجود تيهور من الكتب والمقالات المتعلّقة بها ما انفكّت في الازدياد منذ اكتشافها قبل مائة عام.
نجحت مؤخّراً في الحصول على كتيّب جميل مزيّن بالصور الملوّنة يركّز على لوحات الكنيس. عدد الصفحات ٨٠ والأبعاد ١٧ x ٢٣،٥ من عشيرات المتر. الورق عالي الجودة (صقيل وسميك) وتقنيّة الصور لا شائبة عليها. أصدر متحف دمشق الوطني هذا المنشور عام ١٩٩٩ وهذه الطبعة على علمي هي أحدث الموجود إن لم تكن الوحيدة.
هذا عن إيجابيّات هذا العمل ومع شديد الأسف سلبيّاته أكثر بكثير من عدّة أوجه وخصوصاً في المقدّمة وهي بثلاث لغات (الإنجليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة: من الواضح أنّ الكتاب ليس موجّهاً للناطقين بالضاد).
اللغة الإنجليزيّة ركيكة ومليئة بأخطاء التهجئة والنحو والصرف والتنضيد إلى درجة فاضحة تتجاوز اعتبارات البلاغة والفصاحة لتجعل النصّ غير مفهوم في أكثر من مكان (اللهمّ إلّا لمن لديه إلمام مسبق بالموضوع). المقدّمة الفرنسيّة لا تقلّ عنها سوءاً. ليس لديّ أي معرفة ولو سطحيّة بالألمانيّة وبالتالي لا أستطيع أن أحكم وإن كان "المكتوب مبيّن من عنوانه".
يستحيل التعرّف على أسماء العلم من الكتاب فمثلاً Gertrude Bell أصبحت Gertoidil و Breasted صار Bristed (الخطأ ليس مطبعيّاً ولا هو زلّة قلم حيث أنّه مكرّر أكثر من مرّة) و Cumont تحوّل إلى Komon و Severus مسخ إلى Sefires وقس على ذلك. وصلت الترجمة إلى الحضيض في الصفحة ١٣ التي خلطت بين السلوقييّن والسلاجقة.
هل العثور على مترجمين أكفّاء صعب إلى هذه الدرجة؟ لغة الكتب السوريّة الصادرة بالإنجليزيّة والفرنسيّة (خصوصاً فيما يتعلّق بالآثار ومنشورات مديريّتها) كانت أفضل بما لا يقاس في الخمسينات والستّينات.
أضف إلى ما تقدّم أنّ شروحات الصور غير كافية على الإطلاق (مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المنشور موجّه للسيّاح) وليست دائماً صحيحة أو حتّى منطقيّة. هناك عدد من الصور في نهاية الكتاب دون أي شرح أو تعليق من أي نوع.
هناك أيضاً أخطاء تاريخيّة علّها ناجمة عن اتّكال المحرّر على مصدرين فقط أحدهما للأستاذ بشير زهدي (عام ١٩٦٦) والثاني مقال في عدد الحوليّات الأثريّة السوريّة الصادر عام ١٩٨٤ بقلم الأستاذ إبراهيم الصالح. لنا عودة إلى هذا المقال الأخير.
(*) ذكر الكتاب أيضاً مصدراً إنجليزيّاً وآخر بالفرنسيّة ولكنّي أشكّ بأنّه استشارهما وإن كان من الممكن أنّه مرّ عليهما مرور الكرام وبالطبع هناك خطأ في تهجئة اسم مؤلّف البحث الفرنسي: Grabar استحال إلى Grabr.
No comments:
Post a Comment