يختم المؤلّف الفرنسي بالقول أنّ اللوحة السابعة عشرة في كنيس دورا أوروپوس تمثّل مشهداً من الكتاب المقدّس ولكنّها أيضاً تشفّ عن أكثر من ممارسة للمعتقدات بما فيها الوثنيّة.
اللوحة لا تقدّم لنا نشاطات متّصلة ومتواصلة من وجهة النظر الفنيّة إذ تفصل سبعة أشهر بين سقوط داجون (المشهد الأوّل) وعودة التابوت (المشهد الثاني). كلّ من المشهدين متميّز وتامّ بحدّ ذاته ومع ذلك لا يمكن إنكار وجود رابطة بينهما. لا يظهر التابوت الذي خرج من بيت الإله الفلسطيني في المشهد الأوّل بيد أنّنا نراه - على يسار الناظر - مبتعداً ممّا يعطي انطباعاً أنّه يترك المعبد. لا تشير أيّة خصائص مميّزة إلى بلاد الفلسطينييّن في المشهد الثاني ولكننّا نتذكّر فوراً الويلات التي حلّت بهم بمجرّد الالتفات إلى المشهد الأوّل والمعبد + الأضرار الجسيمة التي نالته. هناك ما هو أكثر من ذلك: إذا سلّمنا بكون اللوحة اللاحقة تمثّل بيت شيمش (بيت الشمس) فهذا يعني بكل جلاء وجود صلة بين هاتين اللوحتين المتجاورتين. تبدو البقرتان على وشك الوصول إلى الهيكل المتعدّد الألوان ممّا يثبت أنّ من ضرب الأعداء هو الربّ.
أخيراً ما تشاهده هنا مثال آخر على أحداث متتالية في نفس المشهد (الصورة الملوّنة الملحقة) الذي بدأ مع اللوحة السادسة عشرة باستيلاء الفلسطينييّن على التابوت (النسق الثاني للجدار الشمالي). مروراً باللوحة السابعة عشرة قيد الحديث أي الخروج مع معبد داجون (النسق الثاني للجدار الغربي) ونهاية باللوحة الثامنة عشرة ومعبد بيت شيمش التي سيأتي دورها (النسق الثاني للجدار الغربي). رأينا أسلوباً مماثلاً في اللوحة الكبرى عن الخروج من مصر.
خروج التابوت من بيت داجون وبلاد الفلسطينييّن
خروج تابوت العهد من بيت داجون وبلاد الفلسطينييّن: المشهد الثاني
خروج عربة التابوت من بلاد الفلسطينييّن
No comments:
Post a Comment