Monday, December 19, 2022

خروج التابوت من بيت داجون وبلاد الفلسطينييّن: المشهد الثاني

 


لا مبالغة في القول أنّ اللوحة السابعة عشرة في كنيس دورا أوروپوس هي من أغنى لوحات الكنيس وأكثرهنّ تعقيداً. رأينا أنّ الشطر الأوّل منها يتعلّق بسقوط الإله الفلسطيني داجون من سريره مرّتين تحت ضربات الربّ. نأتي اليوم إلى الشطر الثاني (على يسار الناظر) الذي يمثّل خروج تابوت العهد من بلاد الفلسطينييّن وكالعادة بذل الفنّان قصارى جهده في ترجمة النص المقدّس إلى قصّة مصوّرة. 


عزف أهل جتّ عن الاحتفاظ بالتابوت حيث أنّ يد الربّ كانت على المدينة باضطرابٍ عظيمٍ جدّاً وبالتالي (صموئيل الأوّل الإصحاح الخامس الآيات ٩-١١):


فأرسلوا تابوت الله إلى عقرون وكان لمّا دخل تابوت الله إلى عقرون أنّه صرخ العقرونيّون قائلين: "قد نقلوا إلينا تابوت إله إسرائيل لكي يميتونا نحن وشعبنا. 

وأرسلوا وجمعوا كلّ أقطاب الفلسطينييّن وقالوا: "أرسلوا تابوت إله إسرائيل فليرجع إلى مكانه ولا يميتنا نحن وشعبنا". لأنّ اضطراب الموت كان في كلّ المدينة. يد الله كانت ثقيلة جدّاً هناك. 


وكان تابوت الله في بلاد الفلسطينييّن سبعة أشهر (صموئيل الأوّل الإصحاح السادسفدعا الفلسطينيّون الكهنة والعرّافين قائلين: "ماذا نفعل بتابوت الربّ؟ أخبرونا بماذا نرسله إلى مكانه" فقالوا: إذا أرسلتم تابوت إله إسرائيل فلا ترسلوه فارغاً بل بل ردّوا له قربان إثم... حسب عدد أقطاب الفلسطينييّن: خمسة بواسير من ذهب وخمسة فيران من ذهب. 


فالآن خذوا واعملوا عجلة واحدة جديدة وبقرتين مرضعتين لم يعلهما نير واربطوا البقرتين إلى العجلة وأرجعوا ولديهما عنهما إلى البيت.     

وخذوا تابوت الربّ واجعلوه على العجلة وضعوا أمتعة الذهب التي تردّونها له قربان إثم في صندوق بجانبه وأطلقوه فيذهب.  

وانظروا فإن صعد في طريق تخمه إلى بيتشمس فإنّه هو الذي فعل بنا هذا الشرّ العظيم وإلّا فنعلم أنّ يده لم تضربنا. كان ذلك علينا عرضاً.  


من السهل التعرّف على العجلة (العربة) الجديدة في اللوحة الملحقة وعلى البقرتين اللتين رسم الفنّان أضرعتهما. نرى أيضاً فلسطينيّاّ يرتدي زيّاً فارسيّاً يثبّت النير على البقرتين وآخر يلوّح بسوطه ليحثّ الحيوانين على جرّ العجلة بينما يظهر ثلاثة أشخاص في المؤخّرة (أقطاب أو أمراء الفلسطينييّن) يرتدون ثوباً يونانيّاً تحت عباءة ورديّة تخطّطها شرائط سوداء. يتأهّب هؤلاء الأمراء إلى اقتفاء أثر التابوت إلى أن يصل إلى حدود بيتشمس (صموئيل الأوّل الإصحاح السادس الآية الثانية عشرة). منع ضيق الحيّز الفنّان من تصوير جميع الأمراء الخمسة.



يتبع








خروج التابوت من بيت داجون وبلاد الفلسطينييّن


سقوط داجون


داجون وأدونيس


آلهة الخصب


سرير إله الفلسطينييّن


معبد داجون






Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35.  1939.







No comments:

Post a Comment