تابوت عهد الربّ من صهيون إلى هيكل سليمان

 

نأتي اليوم إلى اللوحة الرابعة عشرة في كنيس دورا أوروپوس وهي كما رأينا على الجدار القبلي للحرم. 

بدأ عهد الربّ مع تكريم إبراهيم وأتى بعده موسى وهارون ومعهما الشعائر اليهوديّة ويمكن بعدهما اعتبار تابوت العهد رمزاً للميثاق الذي ربط يهوه مع إسرائيل بامتياز. 

يرينا الرسّام  في هذا المشهد الموكب الظافر للتابوت المحمول من قبل أربعة من اللاويين ثيابهم فارسيّة الطراز. لا ريب أنّهم من الكهنة. يرفع هؤلاء على أكتافهم العصي المذكورة في الآية الخامسة من الإصحاح السابع والثلاثين لسفر الخروج ونرى عدداً من الصبية في ثياب قصيرة ينتعلون صنادلاً ويمشون على جواب الموكب رافعين سعفاً من النخيل. نميّز في الخلف شيئاً أصفر اللون علّه خيمةً ولربّما تواجد مذبح في الأمام بيد أنّ اللوحة مع الأسف مشوّهة إلى درجة كبيرة يتعذّر معها الجزم بماهيّة التفاصيل. 

المشهد الموصوف هو نقل التابوت بمبادرة من سليمان من الخيمة التي وضعه فيها داود إلى قدس الأقداس في الهيكل الحديث البناء. 

نصب داود مكاناً للتابوت وسط الخيمة في مدينته الجديدة بصورة رسميّةٍ مهيبة (صموئيل الثاني الإصحاح السادس الآيات ١٢-١٧ وصموئيل الثاني الإصحاح السابع الآية الثانية). استدعى سليمان - بعد إنجاز بناء الهيكل - إلى أورشليم شيوخ إسرائيل وكلّ رؤوس الأسباط لإصعاد تابوت عهد الربّ من مدينة داود، هي صهيون (الملوك الأوّل الإصحاح الثامن الآيتان الأولى والثانية) فاجتمع إلى الملك سليمان جميع رجال إسرائيل في العيد في شهر أيثانيم، هو الشهر السابع (المقصود هنا عيد العرش أو عيد المظلّة) والملك سليمان وكلّ جماعة إسرائيل المجتمعين إليه معه أمام التابوت كانوا يذبحون من الغنم والبقر ما لا يحصى ولا يعدّ من الكثرة. وأدخل الكهنة تابوت عهد الربّ إلى مكانه في محراب البيت في قدس الأقداس (ملوك الإصحاح الثامن الآيات ٣-٦ وأخبار الأيّام الثاني الإصحاح الخامس الآيات ٢-٧).

يبدو التابوت في اللوحة آتياً من الخيمة في الخلف ومن المحتمل أنّ مدخل هيكل سليمان - وسليمان نفسه - كانا في الأمام وأنّ المذبح يرمز إلى القرابين في حضرة التابوت. 

اختار الفنّان هذه القصّة لأنّها تمثّل مرحلة جديدةً من عهد الربّ وهي فكرة ركّز عليها سليمان عندما أمر بنقل التابوت إلى موضع الشرف الجديد على اعتبار أنّه احتوى على العهد (لوحيّ الحجر) الذي أبرمه يهوه لدى الخروج من مصر (لملوك الأوّل الإصحاح الثامن الآيتان ٩ و ٢١).

Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35.  1939.

L'Arche d'Alliance transportée dans le Temple