Saturday, December 17, 2022

سرير إله الفلسطينييّن

 


أو سرير داجون (عن du Mesnil du Buisson واللوحة السابعة عشرة في كنيس دورا أوروپوس).  


تظهر معدّات وتجهيزات المعبد الوثني مبعثرة أمامه في هذه اللوحة الغنيّة بالتفاصيل ونرى أيضاً الحرم وموجوداته كما يلي:


هناك شيء في المركز يمكن للوهلة الأولى اعتباره مائدةً ونرى على جانبيه بنيتين بشكل قاعدتيّ تمثال. يترتّب على هذا التفسير أنّ تابوت العهد وضع فوق الطاولة بينما احتلّ تمثالان للإله القاعدتين على جانبيها. يبدو هذا التحليل السهل جذّاباً ولكنّه مرفوض لأكثر من سبب:


- أوّلاً: للإله داجون تمثال واحد فقط أسقطه الربّ مرّتين كما رأينا.

- ثانياً: يتعيّن منطقيّاً أن يحتلّ داجون مكان الصدارة في بيته أو حرمه أمّا تابوت العهد فكان مجرّد غنيمة حرب وبالتالي فلا يعقل أن يتربّع في وسط المعبد. 


تبدو "المائدة" في المنتصف خلف "القاعدتين" على الجانبين بقليل وهذا يعني أنّها على الأرجح كانت في القسم الخلفي للمعبد أو ردهته.    



البنيتان على الجانبين تشبهان بالأحرى مذبحين تزيّن مقدّمتهما دوائر وقرص أمّا البنية المركزيّة فهي جديرة بكامل انتباهنا إذ يستند سطحها المعمّد entablement على أرجل مفتولة (استعملت في أكثر من لوحة للأثاث في الكنيس). زوايا السطح المعمّد مستديرة وتقطعه شرائط عموديّة لا ريب أنّها تمثّل طرف إطار ذو سيور. قطعة الأثاث هذه ضيّقة لا نرى وسائد فوقها وقد يوحي مظهرها بكونها عرشاً بيد أنّ تمثال داجون كما صوّره الفنّان واقف (قبل سقوطه) أو مستلقٍ (كما نراه بعد السقوط) لا يأخذ وضعيّة الجلوس. أضف إلى ذلك أنّ المقارنة بين "المائدة" وبين نظيرتها في لوحة مباركة يعقوب لذريّته (العاشرة) تبيّن بمنتهى الجلاء أنّ كليهما سرير. من المؤكّد والحال كذلك أنّ "المائدة" ما هي في الواقع إلّا المهد المكرّس لراحة الإله وممارسته الحبّ. استخدم مهد داجون (أو أدونيس) لعرض إله ميّت - أي في وضعيّة الاستلقاء - ومن هنا غياب الفراش.




حاشية المعرّب:

تحليل المؤلّف الفرنسي منطقي لا شائبة فيه باستثناء وجود تمثال يقف فوق "المذبح" على يسار الناظر. 







خروج التابوت من بيت داجون وبلاد الفلسطينييّن


سقوط داجون


داجون وأدونيس


آلهة الخصب




Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35.  1939.





No comments:

Post a Comment