لوحة اليوم هي السادسة عشرة في كنيس دورا أوروپوس وهي على النسق الثاني من الجدار الشمالي.
تصوّر هذه اللوحة الإصحاح الرابع لسفر صموئيل الأوّل. ألحق الفلسطينيّون الهزيمة بالإسرائيلييّن الذين نزلوا عند حجر المعونة ثمّ جاءوا إلى المحلّة وقال شيوخ إسرائيل: "لنأخذ لأنفسنا من شيه تابوت عهد الربّ فيدخل في وسطنا ويخلّصنا من يد أعدائنا .... وكان عند دخول تابوت عهد الربّ إلى المحلّة أنّ جميع إسرائيل هتفوا هتافاً عظيماً .... فخاف الفلسطينيّون لأنّهم قالوا: "قد جاء الله إلى المحلّة ولكنّهم تشدّدوا .... فحارب الفلسطينيّون وانكسر إسرائيل .... وسقط من إسرائيل ثلاثون ألف راجل وأخذ تابوت الله".
سرد الفنّان هذه القصّة في مشهدين: المشهد الأوّل على يمين الناظر يصوّر المعركة والثاني على اليسار سبي التابوت. نبدأ اليوم بالمشهد الأوّل.
نرى في المركز معركة أبطالها فارسان يكرّ كلّ منهما على خصمه مسدّداَ رمحه الذي يمسكه بيديه الاثنتين حسب الطريقة المتّبعة في العصور القديمة (عوضاً عن أن يتأبّطه كما في سجال فرسان القرون الوسطى) ونلاحظ غياب الدرع. أحد الجوادين أبيض اللون والثاني أسود. يرتدي كلّ من الفارسين سترةً حتّى ركبتيه وينتعل صندلاً. الذراعان عاريتان وكذلك حال الساقين.
لا تتفّق هذه اللوحة مع نصّ الكتاب المقدّس الذي يتكلّم عن "راجل" كما رأينا وعلى ما يبدوا كان عدد فرسان اليهود محدوداً قبل عهد سليمان (الملوك الأوّل الإصحاح الأوّل الآية الخامسة). أضف إلى ذلك أنّ خيول الأعداء أوقعت الرعب والهلع في قلوب إسرائيل (تثنية الإصحاح العشرين الآية الأولى) أمّا الفلسطينييّن فقد كان لديهم خيّالة في عهد صموئيل (صموئيل الأوّل الإصحاح الثالث عشر الآية الخامسة).
اللوحة في الواقع تمثّل معركة الفرسان على الطريقة الفارسيّة وتحديداً الپارثيّة.
صوّر الفنّان أيضاً اقتتال المشاة في أعلى اللوحة وأسفلها حول الفرسان في المركز بيد أنّ هذا يخالف القواعد التعبويّة في المعارك قديماً والتي تميّزت بحشد المشاة في المركز والخيّالة على الأجنحة.
اللوحة مع الأسف مشوّهة للغاية ومع ذلك نستطيع أن نميّز الصدرة/الدرع المطواعة - المكوّنة من صفيحات متشابكة كحراشف السمك - والمسبلة حتّى الركبتين. لون الصدرة أبيض إشارةً إلى كونها مشغولة من الحديد. يرتدي الجنود سراويلاً مزمومة لدى الكاحلين ولا يوجد ما يشير إلى خوذ أو أغطية رأس. أسلحة المشاة مؤلّفة من سيوف كبيرة ودروع صفراء ولا اختلاف في العدّة بين المعسكرين.
يبدوا الصراع على وشك الانتهاء ويلفت اختلاف الوضعيّات النظر بتنفيذه على غرار الطريقة الهلنستيّة. هذا المشهد - والمشهد الذي سيليه - مصوّر على خلفيّةٍ حمراء موائمة للأحداث المأساويّة. الأرض خضراء ممّا يعني أنّها مغطّاة بالأعشاب.
يتبع
Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35. 1939.
L'Arche prise par les Philistins: première partie
No comments:
Post a Comment