لا زلنا في معرض تفاصيل اللوحة السابعة عشرة في كنيس دورا أوروپوس وهي للتذكير تروي قصّة خروج تابوت عهد الربّ من بيت داجون وبلاد الفلسطينييّن.
اكتفى نصّ الكتاب المقدّس بوصف سقوط داجون إله الفلسطينييّن مرّتين على عتبة بيته أو معبده. أضاف الفنّان إلى اللوحة أدوات العبادة وجميعها من الذهب تماماً كالتمثال. نميّز في مجموعة الرسوم التبسيطيّة الأولى إناءً كبيراً (رقم ٤) لا ريب أنّه استعمل لتخزين الماء وهو بهذه الوظيفة مماثل للبحر المسبوك في هيكل سليمان. هناك أيضاً إناء ضيّق وثلاثة آنية أصغر مقاساً متطاولة الشكل ذات مقبض (المجموعة الأولى رقم ٥ و ٦) يمكن أن تستعمل لإراقة الشراب libations في الطقوس الدينيّة. يأخذ طبقان عميقان هيئة الكأس على قاعدةٍ شديدة الانخفاض (المجموعة الأولى رقم ٣) علّ الغرض منهما تقديم الهبات والنذور الصلبة كباكورة المحاصيل والخبز وما إلى ذلك. في اللوحة ثلاث مصابيح (المجموعة الأولى رقم ٢) على شكل شمعدانات سامقة أحاديّة تشبه نظيرتها حول الشمعدان السباعي في لوحة نفّذها نفس الفنّان (الثالثة عشرة: موسى ومعجزة الماء في الصحراء). نرى أيضاً أربع مباخر في زوجين يتباين ارتفاعهما (المجموعة الأولى رقم ١ والثانية رقم ٢) تماثل التي رأيناها مشتعلةً على جانبيّ المنارة أو الشمعدان السباعي في لوحة هارون لنفس الفنّان (الثانية عشرة). لهذه المباخر أيضاً قواعد تستند عليها. نميّز بصعوبةٍ أداتين لهما مقبض طويل (المجموعة الثانية رقم ١ و ٣). من المحتمل أن تكون إحداهما مجرفة للمبخرة ولكنّنا نرجح أنّهما أداتين موسيقيّتين للعزف المرافق للإنشاد. أخيراً هناك مذبحان صغيران للبخّور يقاربان من ناحية الشكل مواداً كثيراً ما صادفناها أثناء التنقيب ويبدو أنّ أحدهما يحمل زخرفةً بشكل رأس كبش.
من الملفت للانتباه الغياب التامّ لأي من الأدوات المستعملة في القرابين الدامية والذبائح: لا نرى سكّيناً ولا فأساً (كالذي رسمه الفنّان دون الالتزام بحرفيّة النصّ المقدّس في لوحة هارون والمسكن التي تعرّضنا إليها). يبرّر غياب الأضاحي الحيوانيّة في بيت داجون بتأثّر الفنّان بالممارسات والشعائر في معبد أدونيس المجاور التي استمدّ منها إلهامه.
خروج التابوت من بيت داجون وبلاد الفلسطينييّن
No comments:
Post a Comment