التابوت كناية عن خزانة نهايتها العليا مستديرة ولونها أصفر ممّا يعني أنّها مذهّبة. تزيّن ثلاث أزهار زخرفيّة مثمّنة البتلات القسم العلوي أو القوصرة. هناك ثلاث مستويات تحت القوصرة على كلّ منها إكليل مذهّب يحمل فصوصاً (ثلاثة على كلّ من الإكليلين العلوي والمتوسّط وواحد على الإكليل السفلي). تعلو التابوت مظلّة ورديّة يجلّلها على ما يبدو سجف ثقيلة كالمذكورة في عدد (الإصحاح الرابع الآية الخامسة). لم يصوّر الفنّان الصندوق الحاوي على الهدايا الذهبيّة التي أرسلها الفلسطينيّون استعطافاً للربّ وأملاً في رحمته.
تستحقّ العربة أو "العجلة" اهتماماً خاصّاً. الكتاب المقدّس صامت عن أي تفاصيل متعلّقة بها وتشير اللوحة إلى أنّ الفنّان نقل عن نموذج ما دون أن يفهمه تماماً إذ صوّر بعض مكوّنات العربة جباهيّاً وبعضها الآخر - المقعد - من الجانب. العجلتان في اللوحة أمام المقعد (يفترض كونهما تحته) وتظهران مائلتين إلى الجانب يصل بينهما جذع خلفهما (الصواب أن يصل الجذع بين مركز العجلتين). تتخلّل العجلة قضبان بشكل الأشعّة تقليداً لزخارف الأزهار الشمسيّة الشكل في بعض لوحات الكنيس وفي أماكن ثانية في دورا أوروپوس.
يخالف الفنّان المنظور مجدّداً بتصويره المظلّة جباهيّاً. لا ريب أنّ السجف الوردي محمول على سارٍ في مؤخّرة العربة ولكنّنا لا نراه. ارتفاع المظلّة مبالغ به ويعود ذلك إلى شكل تابوت العهد أمامها وتحتها.
يقتصر هذا النوع من العربات على محمل دون أي مكان للحوذي ونعتقد أنّ إلهامه أتى من النماذج الهلنستيّة الجنائزيّة.
هل يعني ذلك أنّ فنّان الكنيس شاهد في دورا نماذج عربات جنائزيّة على هذه الدرجة من الفخامة؟ هذا ممكن خصوصاً في معبد أدونيس المجاور. مورست طقوس الحداد على هذا الإله في باحة معبده الطويلة على مدار السنة واستلزمت هذه الطقوس عربةً جنائزيّةً. ارتبطت هذه المآتم النباتيّة المدلول ارتباطاً وثيقاً بأسطورة الشمس وبهذه الطريقة يمكن تفسير أضلاع العجلتين رمزاً لزهرة تمثّل الأجرام السمويّة. الخلاصة هناك احتمال كبير أنّ الرسّام نهل في هذه اللوحة من معين الشعائر الوثنيّة.
خروج التابوت من بيت داجون وبلاد الفلسطينييّن
خروج تابوت العهد من بيت داجون وبلاد الفلسطينييّن: المشهد الثاني
No comments:
Post a Comment