خسائر رتلينا - ويا للأسف - فادحة، كتب الجنرال Andréa ختاماً لروايته عن معركة السويداء في نيسان عام ١٩٢٦. سقط من جانبنا ٨٤ قتيلاً من بينهم تسعة ضبّاط و ٣١٠ من الجرحى منهم ١٤ ضابط. إصابات الكثيرين من الجرحى طفيفة وبإمكانهم أن يعودوا إلى وحداتهم بعد بضعةِ أيّامٍ من العناية والنقاهة.
هذه الخسائر المؤلمة دليلٌ على عنف المعارك والعناد الذي أظهره الطرفان خلالها. يتعيّن النظر إلى هذا الثمن الباهظ للنصر في إطار المعركة الواسع الذي امتدّ على جبهةٍ بلغ طولها ثمانية كيلومترات. لا بدّ لنا أيضاً من الاعتراف أنّ خصومنا تميّزوا كمقاتلين من البسالةٍ بمكان وهذا بحدّ ذاته رصيدٌ لمن هزموهم وشرفٌ استحقّه جنودنا الشجعان عن جدارة.
خسائر الدروز - التي علمنا بها خلال بضعة أيّام - كانت أكبر بكثير وإذا أخذنا شهادة شيوخهم فقد كان لديهم ستّة آلاف مقاتل توزّعوا بي السويداء وعرى سقط ألف وخمسمائة منهم بين قتيل وجريح. أكّدت استخباراتنا هذا الرقم في أكثر من استطلاع.
لئن كانت تضحيتنا عظيمةً فكذلك كانت النتائج التي حقّقناها. خطّ الذين أهرقوا دمائهم في معركة السويداء صفحةً زاهيةً في كتاب مآثر جيش المشرق وأعادوا لفرنسا اعتبارها ومهابتها في هذا الجبل الذي أُهينَ فيه عَلَمُها. لقّنَ جنودنا درساً مفيداً للعجرفة الدرزيّة التي احتدّت إلى أقصى الدرجات بعد بعض الانتصارات السهلة. أحرزت قوّاتنا نصراً عظيماً ستردّد أصداؤه بمنتهى القوّة في أرجاء العالم الإسلامي ممّا سيحمل أعداء الانتداب الفرنسي في سوريّا وخارجها على التفكير مرّتين قبل أن يتصدّوا لنا مجدّداً.
نرى في الصورة الملحقة أركان حرب رتل السويداء الفرنسي. : كُتِبَ عليها بخطّ اليد: "معركة السويداء ضدّ الدروز، ١٠ ؟؟؟ من درعا ١٩٢٦".
No comments:
Post a Comment