Tuesday, August 15, 2023

أسطورة ثيطِس وفليوس

 


رأينا كيف عثرت بعثة الجنرال الفرنسي Andréa العسكريّة على ثلاث لوحات من الفسيفساء في شهبا في أيّار مايو عام ١٩٢٦ وأنّ إحدى هذه اللوحات تمثّل زفاف ثيطس Thétis وفليوس Pélée أو Peleus. سأتعرّض إلى  وصف اللوحة في المنشور القادم وأكتفي اليوم بالتعريف ببطلتها وبطلها وقرانهما والمصائب التي أدّى إليها. 


ثيطس إلهة يونانيّة لعبت أيضاً دور حوريّة بحر Néréide أو Nymphe وهي أمّ أخيل Achille ملك فثيا Phthie وقاتل الأمير الطروادي هكطور Hektor قبل أن يُقْتَل بدوره بسهمٍ سدّده الأمير پاريس Pâris على كعبه (مقتله الوحيد). 


بالمقابل فليوس بَشَرٌ (أي مائت) وإن كان حفيد زفس Zeus كبير آلهة الأوليمپ ورفيق هرقل Héraclès وجاسون Jason وسائر أبطال الأرجو.  


نأتي الآن إلى أسطورة الزفاف. 


أغرم زفس ربّ الأرباب وزير نساء اليونان القديمة بامتياز بالحوريّة ثيطس وما ردَعَه عن وصالِها إلّا نبؤة مفادها أنّ ابنها سيكون أعظم من أبيه. لم يرغب زفس (الذي خَلَعَ أباه كرونوس Kronos) أن يخْسَرَ عرشه لابنه كما حصل لوالده وهكذا دبّر لثيطس زواجاً من فليوس وكان عرسهما يوماً مشهوداً شرّفه الآلهة بحضورهم باستثناء Éris إريس ربّة الشقاق والخصام التي لم توجّه إليها الدعوة. 


تمخّض إغفال إريس عن أوخم العواقب وكان انتقامها بالتفّاحة الذهبيّة (١) التي أعلنتها جائزةً من نصيب أجمل ربّات الأوليمپ تنازعت على أحقّيّتها الزهرة Aphrodite ربّة الحبّ، وهيرا Héra ربّة الزواج والخصب وقرينة زفس، و Athéna أثينا (لدى العرب اللات) إلهة الحكمة. 


احتكمت الربّات الثلاث إلى پاريس ابن فريام Priam ملك طروادة. أعطى الأمير الجائزة للزهرة التي كافأته بهيلانة أجمل نساء العالمين. تمثّلت المشكلة بأنّ هيلانة كانت متزوّجة من منيلاوس Ménélas أو Menelaus ملك إسبرطة (أو لقدمونية Lacedaemonia أو Lacédémone) وأنّ هذا الأخير لم ينظر بعين الرضى لاختطاف زوجِهِ من قِبَل الأمير الطروادي وكانت النتيجة حرباً شعواء دامت عشر سنوات بين ائتلافٍ من الدويلات اليونانيّة من جهة (بزعامة أجاممنون Agamemnon  - أخو منيلاوس - ملك مايكيني Mycenae أو  Mycènes شارك فيه أخيل - ابن فليوس - وديوميديس Diomède ملك أرجي Argos وآياس Ajax وغيرهم) وطروادة وحلفائها من جهةٍ ثانية.     

   

أكلت الغيرة قلب هيرا وأثينا وكان من الطبيعي والحال كذلك أن تحاربا في صفّ اليونانييّن أمّا الزهرة فقد اختارت الوقوف مع الطروادييّن وقصّة الحرب أكثر من مشهورة.   




نرى في اللوحة الملحقة للفنّان William Etty الربّات الثلاث يَحْتَكِمْنَ للأمير الطروادي پاريس الذي يقدّم التفّاحة الذهبيّة للزهرة. 


يتبع. 


(١) تفّاحة الزهرة تسبّبت في حربٍ كارثيّة وعلى نفس المنوال أدّت تفّاحة حوّاء - آدم (ثمرة شجرة المعرفة) إلى سقوط الإنسان من الجنّة.  






Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937. 



No comments:

Post a Comment