التاسع عشر من أيّار مايو عام ١٩٢٦.
غادر رتلنا شهبا في ساعةٍ مبكّرة ليعود إلى السويداء عبر طريق تختلف عن التي أتى منها. مررنا في مردك ووجدنا أن جميع العائلات عادت إلى بيوتها باستثناء الشيخ هايل عامر، زعيم عصابة ولائه المطلق لسلطان الأطرش. لم يلبّ هذا الشيخ إشعارنا له بالحضور لدى قدومنا وهكذا تحفّظنا على أملاكه وقام سلاح هندستنا بنسف داره.
بالمقابل اصطفّ أهالي قرية كفر اللحف التي أعلنت إذعانها لنا على الطريق حاملين الأعلام البيضاء. تابعنا إلى المجدل حيث أشهر الأعيان والقرويّون طاعتهم خلافاً لزعيمهم الشيخ فضل الله باشا هنيدي الذي كان سابقاً موظّفاً في عدليّة دمشق أمّا اليوم فهو زعيم عصابة وعضو ناشط في المؤتمر السوري الفلسطيني. قرّرنا إمضاء الليل في المجدل وثمّةَ استقبلنا شابٌّ ذكيٌّ ومثقّف، إبن أخ فضل الله، في بيت الباشا الأشبه ما يكون بقلعة محصّنة لأحد الإقطاعييّن. وَعَدَنا الفتى أن يتوسّط مع عمّه ويحاول إقناعه بالمجيء إلى السويداء بأقرب وقت ممكن.
مرّ الليل في سكون وعاد الرتل إلى السويداء صباح العشرين من أيّار بعد شهرٍ أمضاه في حملةٍ مضنية. استعرض ضبّاط الحامية الجنود الذين خطروا أمامهم بمنتهى الفخر والاعتزاز.
يتبع.
No comments:
Post a Comment